نظرة شاملة حول صعود العملات الرقمية

https://pixabay.com/illustrations/bitcoin-loss-stock-exchange-profit-3134829/

مرحبًا بكم جميعًا هنا، في عالم تداول العملات المشفرة حيث احتلت العملات الرقمية مركز الصدارة. فمع التطوّر والنمو الهائل للعملات المشفرة مثل البيتكوين والإثيريوم وغيرها، فليس من الغريب أن التداول في هذه الأصول الرقمية أصبح هدفًا شائعًا لكل من المستثمرين والمتداولين الجدد معًا. ظهر مفهوم العملات الرقمية لأول مرة في عام 2008 عندما قام Satoshi Nakamoto بنشر ورقة بيضاء بعنوان “بيتكوين”. قامت هذه الورقة البيضاء بتحديد مبادئ العملة الرقمية اللامركزية، والتي تم تصميمها لاحقًا باسم بيتكوين، وهي أول عملة مشفرة تم إصدارها على مستوى العالم.

يشير تداول العملات الرقمية إلى عملية شراء وبيع العملات المشفرة من خلال منصات عبر الإنترنت تُعرَف باسم بورصات العملات المشفرة. تسمح هذه التبادلات للمستخدمين بتداول عملة مشفرة معينة مقابل عملة أخرى أو تداول العملات المشفرة مقابل العملات الورقية التقليدية مثل: الدولار الأمريكي أو اليورو. والهدف الأساسي من تداول العملات المشفرة هو تحقيق أرباح من خلال الاستفادة من تغيرات الأسعار في السوق. حيث يمكن للمتداولين ربح المال عن طريق شراء عملة مشفرة بسعر منخفض وبيعها بسعر أعلى، أو عن طريق بيع عملة مشفرة والاستفادة من انخفاض سعرها. يتم تداول العملات المشفرة على منصات لامركزية، مما يعني أنه لا توجد سلطة مركزية معينة تتحكم بالسوق.

الاستراتيجيات الأكثر شيوعًا في تداول العملات المشفرة

يتطلب تداول العملات المشفرة الناجح فهمًا قويًا للعديد من استراتيجيات التداول المختلفة. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات الأكثر شيوعًا التي يستخدمها المتداولون:

1.   التداول اليومي: والذي يهدف إلى الاستفادة من تقلبات الأسعار على المدى القصير عن طريق الدخول والخروج من الصفقات خلال يوم واحد. تتطلب هذه الاستراتيجية تحليلاً دقيقًا للرسوم البيانية والمؤشرات الفنية واتجاهات السوق.

2.   التداول المتأرجح: تهدف هذه الاستراتيجية إلى التقاط تحركات الأسعار الأعلى خلال أيام أو أسابيع. كما تتضمن تحديد الاتجاهات وإتمام الصفقات التي تتوافق مع اتجاه السعر المتوقع.

3.   HODLing: تتضمن هذه الإستراتيجية شراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها على المدى الطويل، بغض النظر عن تقلبات الأسعار على المدى القصير. تؤمن استراتيجية HODLers بالإمكانات طويلة الأجل للعملات المشفرة وتهدف إلى الاستفادة من قيمتها مع مرور الوقت.

4.   المضاربة: تتضمن المضاربة الاستفادة من فروق الأسعار بين بورصات العملات المشفرة المختلفة. حيث يقوم المتداولون بشراء عملة مشفرة من بورصة بسعر أقل وبيعها في بورصة أخرى بسعر أعلى، مستفيدين من فرق السعر.

أوجه التشابه بين العملات المشفرة وتداول الأسهم

1.   تُعتَبَر أدوات تداول الأسهم واستثمار العملات الرقمية متشابهة إلى حدٍ ما. هذا ينطبق بشكل خاص على المتداولين الفنيين الذين يستخدمون بعض الأدوات مثل الرسوم البيانية لتحليل السوق. كما يمكن استخدام نفس الأدوات لإجراء التحليل الفني (TA) للتداولات في كلا السوقين.

2.   الأصول الخاصة باستخدام العملات الورقية. قد يكون سوق العملات المشفرة متغيرًا بعض الشيء بالنسبة للأصول المصممة لإلحاق النظام المالي الحالي. ومع ذلك، لا تزال معظم الفئات في السوق تُقدَّر قيمتها مقارنةً بالعملات الورقية المماثلة لسوق الأوراق المالية.

3.   تُعتَبَر استراتيجيات التداول والاستثمار متشابهة. ففي سوق الأوراق المالية، يمكن للمتداولين الاختيار بين التداول اليومي أو التداول المتأرجح أو تداول المركز. كما يمكنهم أيضًا اختيار شراء أصولهم والاحتفاظ بها على المدى الطويل. وكذلك يمكن للمتداولين والمستثمرين في سوق العملات المشفرة القيام بنفس الشيء.

4.   منتجات السوق المماثلة. كان سوق الأسهم موجودًا منذ عدة سنين ماضية، مما أدى إلى ظهور منتجات مبتكرة مثل تقنيات الرافعة المالية التي يتم استخدامها لتكبير حجم الأرباح (أو الخسائر). كما تم نقل هذه التقنيات نفسها إلى سوق العملات المشفرة في العصر الجديد. حيث يمكن الآن تداول عقود البيتكوين الآجلة والخيارات والرموز المميزة ذات تقنية الرافعة المالية. كما يمكن استخدام تقنية الرافعة المالية في معظم عمليات التداول في معظم منصات العملات المشفرة الرائدة مثل: Binance أو Bitfinex أو BitMEX.

نصائح لتداول العملات المشفرة بنجاح

في حين أن تداول العملات المشفرة يمكن أن يكون مربحًا للغاية، إلا أنه يتطلب مهارة ومعرفة وانضباط بشكل مستمر. وفيما يلي بعض النصائح لتعزيز فرص نجاح عمليات التداول:

1.   البحث والتحليل: قُم بإجراء بحث وتحليل شامل قبل اتخاذ أي قرارات تخص أي عملية تداول. كُن على اطّلاع باتجاهات السوق والأخبار والتطورات التكنولوجية التي قد تؤثر على قيم العملات المشفرة باستمرار.

2.   وضع توقعات منطقية: لا يُعتَبَر تداول العملات المشفرة خطة للثراء بشكل سريع. ولكن يجب وضع توقعات منطقية وتجنُّب اتخاذ أي قرارات متهورة بناءً على العواطف أو تقلبات الأسعار على المدى القصير.

3.   إدارة المخاطر: وذلك من خلال تنفيذ استراتيجيات خاصة لإدارة المخاطر المناسبة مثل وضع أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر المُحتملة. كما يجب تنويع محفظة التداول وتجنُب الاستثمار أكثر مما يمكن تحمل خسارته.

4.   التحلي بالصبر: يُمكن أن يكون سوق العملات المشفرة متقلب للغاية، وذلك بسبب تغيير الأسعار بشكل متكرر. لذلك، يجب التحلي بالصبر وتجنُب إجراء أي صفقات متهورة بناءً على تغيرات الأسعار على المدى القصير.

5.   التعلُم من الأخطاء: الأخطاء أمر لا مفر منه في التداول. ولكن بدلاً من التركيز على الخسائر، يجب التعلُم منها وتغيير الاستراتيجيات وفقًا لذلك. فالتعلُم المستمر والتطوير هما أساس النجاح على المدى البعيد.

مستقبل تداول العملات المشفرة

يبدو مستقبل تداول العملات المشفرة والأصول الرقمية واعدًا للغاية. فمع انضمام المزيد من المتداولين والمؤسسات إلى مجال العملات المشفرة، أصبح من المتوقع أن يستمر السوق في التطور والنمو. كما أن التقدم في تقنية الـ blockchain، سيزيد من تعزيز كفاءة وسهولة استخدام العملات المشفرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج العملات المشفرة في معظم الأنظمة المالية المعروفة وضم العملات الرقمية إلى البنك المركزي (CBDCs) سيجلب المزيد من الاستقرار إلى السوق. ومن المرجح أن تجذب هذه التطورات المزيد من المستثمرين، مما سيؤدي بالفعل إلى زيادة السيولة في السوق.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات ومخاوف تنظيمية بشأن الخصوصية والأمان. حيث تتصارع الحكومات في جميع أنحاء العالم على كيفية تنظيم العملات المشفرة مع الحفاظ على ابتكارها. سيكون تحقيق التوازن الصحيح بين التنظيم وتعزيز بيئة مناسبة لتداول العملات المشفرة أمرًا بالغ الأهمية لاستمرار نمو الأصول الرقمية وقبولها.