متابعة – مروة البطة
تبدأ التقاليد والعادات الرمضانية في دولة الإمارات في شهر شعبان تحديدًا في ليلة اليوم الخامس عشر من شعبان، المعروفة باسم “ليلة حق”، يرتدي الأطفال الإماراتيون أفضل ملابسهم ويقومون بزيارة الجيران، حيث يؤدون الأناشيد ويستعرضون القصائد. يتم تقديم الحلويات والمكسرات للأطفال من قبل الجيران، ويقوم الأطفال بجمعها في حقائب مصنوعة من قماش مزين بأشكال تقليدية.
ففي أول أيام رمضان، تجتمع الأسرة في بيت العائلة لتناول وجبة الإفطار، وعادة ما يكون في بيت الجد. وفي دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، يُعتبر التمر خبز الصحراء وأحد أبرز العناصر الغذائية التي تستخدم في تحضير مجموعة متنوعة من الحلويات والمعجنات الإماراتية خلال شهر رمضان، مثل القرص وهو عبارة عن قطع صغيرة من الخبز الممزوج بالتمر والهيل. وتحتوي موائد الأسر الإماراتية في الشهر الفضيل على أطباق معروفة أخرى مثل الهريس والثريد. يُنصح بتجربة المأكولات الإماراتية في المطاعم المحلية.
كما يوجد العديد من الأطباق الإماراتية التقليدية التي يمكنك تجربتها في شهر رمضان، إليك بعض الأمثلة:
1. الهريس: وهو طبق شهير يتكون من الدجاج أو اللحم المفروم مع الأرز والتوابل. يتم طهو الهريس على نار هادئة لفترة طويلة حتى يصبح لديه قوام كريمي ومزجج.
2. الثريد: يعتبر الثريد من الأطباق الرمضانية المحبوبة في الإمارات. يتكون الثريد من خبز العيش المبزر مع اللحم والخضروات والتوابل. يتم تقديمه عادة مع صلصة اللبن الزبادي.
3. المجبوس: يعتبر المجبوس واحدًا من الأطباق الرئيسية في المناسبات الخاصة وشهر رمضان. يتكون المجبوس من الأرز المعصور مع اللحم (مثل الدجاج أو الضأن) والتوابل. قد يتم إضافة الخضروات والمكسرات لإعطاء نكهة إضافية.
4. المرقوق: هو طبق شهير يتكون من العجين المقلي بشكل رفيع جداً. يتم تقديمه عادة مع اللحم أو الدجاج والخضروات. يتم تناول المرقوق عن طريق إلقاء الحساء على العجين وتناوله بأكلة واحدة.
5. القوزي: وهو طبق حلو يتكون من الأرز المطبوخ مع الزبيب والتوابل الحلوة مثل الهيل والزعفران. يتم تقديمه مع اللبن أو القشطة.
مدفع رمضان يعتبر واحدًا من أبرز التقاليد التميزية في دولة الإمارات خلال شهر رمضان. يمكن سماع صوت المدفع على مسافة تصل إلى 8-10 كيلومترات، ويستخدم المدفع لتنبيه الناس بمواقيت الإفطار والسحور اليومية. يتم إطلاق المدفع في مناطق مختلفة في الدولة، ويعود هذا التقليد إلى القرن التاسع عشر خلال عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات.
وتقام في الإمارات العديد من الفعاليات الدينية والاجتماعية خلال شهر رمضان. تنظم المساجد الفعاليات الدينية مثل تلاوة القرآن الكريم والدروس الدينية. كما يقام المجالس الرمضانية التي تضم فعاليات ثقافية وترفيهية للأطفال والكبار. وتقوم الجهات الحكومية والخيرية بتنظيم حملات إفطار صائم لتوزيع وجبات الإفطار للمحتاجين والفقراء.
يتميز شهر رمضان في الإمارات بالروحانية والتراحم والتكافل الاجتماعي. يتبادل الناس التهاني والتبريكات بحلول الشهر الفضيل، وتزداد الأعمال الخيرية والتبرعات خلال هذا الشهر. كما يولي الناس اهتمامًا خاصًا بالصدقة والعطاء، ويسعون للقيام بالأعمال الصالحة وزيادة العبادة والذكر والصلاة.
وفي نهاية شهر رمضان، يحتفل الناس في الإمارات بعيد الفطر، ويكون هذا العيد فترة للاحتفال والتجمعات العائلية والاستمتاع بالوجبات اللذيذة وتبادل الهدايا والتهاني.
