متابعة: نازك عيسى
أفاد مصدر أمني لبناني، أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت “قيادياً كبيراً” في حزب الله، فجر اليوم السبت، في حي مكتظ في منطقة البسطة في بيروت.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الضربة الإسرائيلية كانت تستهدف شخصية قيادية بارزة في حزب الله، إلا أنه لم يتم التأكد من ما إذا كان المستهدف قد قُتل أم لا.
هذه الغارة جاءت بعد يوم من القصف المكثف الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت، هزت انفجارات عنيفة العاصمة اللبنانية، وتعرضت الضاحية الجنوبية لموجة جديدة من الغارات الجوية.
تعددت التقارير حول هوية المستهدف في هذه الغارات، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن العملية كانت تستهدف القيادي في حزب الله، طلال حمية. بينما تحدثت تقارير أخرى عن أن المستهدف قد يكون الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أو القيادي محمد حيدر.
من جانبها، أشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن الشخصية المستهدفة في الغارة كانت ذات مستوى رفيع في الحزب.
من هو محمد حيدر؟
محمد حيدر، المعروف بلقب “أبو علي حيدر”، هو أحد القادة البارزين في حزب الله. شغل منصب عضو في مجلس النواب اللبناني بين عامي 2005 و2009، حيث مثل دائرة مرجعيون – حاصبيا.
يُعتبر حيدر من الشخصيات المؤثرة في الحزب، وكان يتمتع بعلاقة قوية مع الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله. وقد تولى عدة مهام عسكرية وأمنية هامة، بما في ذلك قيادة قوات الحزب في بيروت وسهل البقاع.
وفي عام 2019، تعرض حيدر لمحاولة اغتيال خلال غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يُعتقد أن الهدف هو تصفيته.
مع تصاعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت قيادات بارزة في الحزب عام 2024، برز دور محمد حيدر كأحد القادة العسكريين الرئيسيين المتبقين في الحزب. وقد تولى، إلى جانب هيثم علي الطبطبائي، القيادة العسكرية غير الرسمية في جنوب لبنان.
حيدر يُعتبر من المؤسسين الأوائل للهيكلية العسكرية لحزب الله، مما يجعله شخصية محورية داخل الحزب.
أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن فرق الإنقاذ تعمل على إزالة الأنقاض في شارع المأمون بمنطقة البسطة، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى سكنياً، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
بحسب الحصيلة الأولية، سقط ما لا يقل عن 11 قتيلاً وأكثر من 15 جريحاً في الغارة. مصادر أمنية أكدت أن الهجوم تم باستخدام أربعة صواريخ على الأقل، وقد استهدفت الغارة بشكل رئيسي حي البسطة في وسط بيروت.
من جانبها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الضربة الإسرائيلية استخدمت خمسة صواريخ استهدفت مبنى سكنياً مكوناً من ثماني طبقات في شارع المأمون، مما أدى إلى تدميره بالكامل. ووفقاً للتقارير المحلية، أسفرت الغارة عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 23 آخرين.
شُوهدت سيارات الإسعاف وهي تتجه بسرعة إلى مكان الانفجار في حي البسطة، وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثتها القنوات المحلية مباني منهارة وأخرى تعرضت لأضرار كبيرة.
وتعد هذه الغارة هي الرابعة من نوعها خلال أيام قليلة التي تستهدف منطقة وسط بيروت، حيث كان آخر الهجمات الجوية الإسرائيلية في الأسبوع الماضي قد استهدف حي رأس النبع، وأسفر عن مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.