متابعة: نازك عيسى
توصل فريق دولي من الباحثين إلى تقنية مبتكرة تُسهم في محو الذكريات المؤلمة وإضعاف تأثيرها السلبي، مع إعادة تنشيط الذكريات الإيجابية، في خطوة تُعد ثورة علمية في مجال الصحة العقلية.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت على موقع “ساينس أليرت”، أن محو الذكريات المؤلمة يمكن أن يساعد في علاج العديد من الاضطرابات النفسية ومشاكل الصحة العقلية.
تفاصيل الدراسة والتجربة
في تجربة أجريت على مدار عدة أيام، شارك 37 متطوعًا طُلب منهم ربط كلمات عشوائية بصور سلبية، مثل مشاهد الإصابات أو الحيوانات الخطيرة. لاحقًا، سعى الباحثون إلى إعادة برمجة نصف هذه الارتباطات واستبدالها بذكريات إيجابية باستخدام تقنيات متقدمة.
قال الباحثون: “لقد وجدنا أن هذه العملية تُضعف قدرة المشاركين على تذكّر الذكريات السلبية، مع زيادة في استحضار الذكريات الإيجابية بشكل عفوي”.
الآلية المستخدمة
استندت الدراسة إلى قواعد بيانات تتضمن صورًا مصنفة كإيجابية، مثل المناظر الطبيعية الهادئة أو الأطفال المبتسمين، وأخرى سلبية مثل الإصابات أو مشاهد الخطر.
- في الليلة الأولى، خضع المتطوعون لتدريبات على الذاكرة، ربطوا خلالها الصور السلبية بكلمات لا معنى لها، أُنشئت خصيصًا للدراسة.
- في اليوم التالي، وبعد قضاء ليلة من النوم لتثبيت الذكريات، تم ربط نصف الكلمات بمشاهد إيجابية.
- خلال الليلة الثانية، استُخدمت تقنية تشغيل تسجيلات صوتية للكلمات المختلقة أثناء مرحلة النوم غير السريع (NREM)، وهي مرحلة حاسمة في تخزين الذكريات.
نتائج مثيرة
أظهرت مراقبة نشاط الدماغ باستخدام تخطيط كهربائي خاص زيادة ملحوظة في نشاط نطاق “ثيتا”، وهو النطاق المرتبط بمعالجة الذكريات العاطفية، عند استخدام الإشارات الإيجابية.
وخلص الباحثون إلى أن التدخل غير الجراحي أثناء النوم يُعد أداة فعالة لتعديل الذكريات السلبية وتقليل أثرها العاطفي، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأمراض النفسية بطريقة غير جراحية وآمنة.