متابعة- بتول ضوا
في عالم يتسم بالتنوع الثقافي واللغوي، تبرز قدرة الأطفال على تعلم أكثر من لغة في وقت واحد كظاهرة مذهلة. تشير الدراسات إلى أن الأطفال يمكنهم تعلم ما يصل إلى 6 لغات قبل بلوغهم عامهم الأول، وذلك بفضل مرونة الدماغ وقدرته الفائقة على امتصاص المعلومات في هذه المرحلة المبكرة من العمر.
يعود هذا الأمر إلى عدة عوامل، أهمها أن دماغ الطفل في السنة الأولى من حياته يكون في ذروة نشاطه وقدرته على تشكيل الروابط العصبية. هذا يعني أن تعرض الطفل لأصوات وكلمات من لغات مختلفة يساعده على تمييزها وتعلمها بشكل طبيعي، دون الحاجة إلى جهد كبير كما هو الحال مع البالغين.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب البيئة المحيطة بالطفل دورًا كبيرًا في تسهيل عملية تعلم اللغات. إذا كان الطفل يعيش في منزل يتحدث أفراده بلغات متعددة، أو إذا كان يتعرض بشكل منتظم لأشخاص يتحدثون لغات مختلفة، فإن ذلك يعزز قدرته على التمييز بين هذه اللغات واستيعابها.
من المهم أيضًا أن نلاحظ أن تعلم اللغات في سن مبكرة لا يؤثر فقط على القدرة اللغوية للطفل، بل يعزز أيضًا نموه العقلي والإدراكي. الأطفال الذين يتعلمون أكثر من لغة يكونون أكثر قدرة على حل المشكلات، وأكثر مرونة في التفكير، وأفضل في التركيز مقارنة بأقرانهم الذين يتعلمون لغة واحدة فقط.
في النهاية، يمكن القول إن تعلم الأطفال لعدة لغات قبل عامهم الأول ليس مجرد ظاهرة مثيرة للاهتمام، بل هو أيضًا دليل على المرونة والقدرات الخارقة التي يتمتع بها الدماغ البشري في مراحله الأولى.
