متابعة: نازك عيسى
يُعرف الحرمان من النوم بتأثيراته السلبية، مثل الانفعال، والشعور بالنعاس، وانتفاخ العينين، لكن أبحاثًا جديدة تشير إلى أن قلة النوم المستمرة قد تؤدي إلى تغيير غير متوقع في الشخصية، حيث تعزز الميل إلى تصديق نظريات المؤامرة.
ووفقًا لدراسة أجراها باحثون على أكثر من 1000 شخص في المملكة المتحدة، تبيَّن أن الذين عانوا من اضطرابات النوم لمدة شهر كانوا أكثر عرضة للإيمان بمعتقدات غير مثبتة ومبالغ فيها، مثل الاعتقاد بأن الأرض مسطحة، أو أن اللقاحات تُستخدم كوسيلة لزرع شرائح إلكترونية في البشر.
لطالما ارتبطت نظريات المؤامرة بسمات شخصية معينة، مثل الشعور بعدم الأمان، والارتياب، والاندفاع، إلا أن الدراسة الجديدة توصلت إلى أن الحرمان من النوم قد يكون عاملًا رئيسيًا في تعزيز هذه التوجهات. وأكد الخبراء أن تحسين جودة النوم يمكن أن يساعد الأفراد في تقييم المعلومات بشكل أكثر نقدية ومقاومة الأخبار الزائفة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور دانيال جولي، أستاذ علم النفس الاجتماعي المساعد بجامعة نوتنغهام والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن النوم ضروري للصحة العقلية والإدراك، مشيرًا إلى أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وجنون الارتياب، وهي عوامل تُساهم بدورها في اعتناق أفكار المؤامرة.
ولا يقتصر تأثير قلة النوم على الصحة النفسية فقط، بل يرتبط أيضًا بمخاطر صحية جسدية، مثل السمنة، وضعف الذاكرة، والسكري، وأمراض القلب، والتقلبات المزاجية، وضعف القدرة على التعلم والاستجابة المناعية، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة علم النفس الصحي أن الأفراد الذين يعانون من ضعف جودة النوم يكونون أكثر ميلًا لتصديق الروايات التآمرية للأحداث، حيث بيَّن الباحثون أن التعرض المستمر لهذه النظريات يعزز تبنيها، خاصة لدى من يفتقرون إلى نوم كافٍ.
كما كشفت دراسة أخرى أجرتها جامعة هونغ كونغ أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق يكونون أكثر عرضة للشعور بفقدان السيطرة على عواطفهم، مما يزيد احتمالية تبنيهم لعقلية المؤامرة ومعاناتهم من الضيق النفسي.
وفي استطلاع أجرته مؤسسة ذا سليب تشاريتي شمل 2000 شخص، تبيَّن أن 9 من كل 10 يعانون من مشاكل في النوم، بينما يلجأ واحد من كل اثنين إلى سلوكيات خطرة عند مواجهة صعوبات في النوم. كما ارتبطت قلة النوم بزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل السرطان، والسكتة الدماغية، والعقم.