فهم مشاعر طفلك
عندما تلاحظين أن طفلك يُظهر تفضيلاً واضحًا نحو والده، قد تشعرين بالقلق أو الحزن، وهذا أمر طبيعي جدًا. من المهم بدايةً أن تأخذي بعين الاعتبار أن مثل هذه المواقف شائعة في مرحلة الطفولة، ولا تعني بالضرورة وجود مشكلة عميقة في العلاقة بينك وبين طفلك.
الأطفال يعبرون عن مشاعرهم بطرق مختلفة، وتفضيل أحد الوالدين قد يكون مرتبطًا برغبتهم في التقرب لشخص معين بسبب شخصيته أو تفاعله معهم في لحظة معينة. لذا المحاولة الأولى تكمن في فهم دوافع طفلك ومشاعره بشكل دقيق.
نصائح لتعزيز علاقتك بطفلك
- التواصل المفتوح والصادق: تحدثي مع طفلك بلطف وسؤال عن مشاعره وأفكاره بدون إصدار أحكام. اجعليه يشعر بأمان التعبير عن مشاعره تجاهك وتجاه والده.
- قضاء وقت خاص معه: خصصي أوقاتًا منتظمة لقضاء لحظات ممتعة مع طفلك، حتى وإن كانت قصيرة، المهم أن تكون هذه الأوقات خالية من الانشغالات والتركيز فقط عليه.
- دعم علاقته بوالده: لا تحاولي منافسة الأب أو التقليل من شأنه أمام الطفل، بل شجعي علاقة قوية ومحبة بينهما فهذا سيجعل الطفل يشعر بالأمان ويقلل من الشعور بالانقسام العاطفي.
- التشجيع على التعبير العاطفي: ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وذلك من خلال اللعب أو الرسم أو التحدث.
- الابتعاد عن الانتقادات: تجنبي توجيه انتقادات حادة أو مقارنات بينك وبين الأب، فهذا قد يزيد من شعور الطفل بالانقسام والضغط النفسي.
متى يجب اللجوء إلى مختص نفسي؟
إذا لاحظتِ أن تفضيل الطفل للوالد يؤثر سلبًا على سلوكه أو حالته النفسية، مثل الانسحاب، التوتر الشديد، أو مشكلات في المدرسة والعلاقات الاجتماعية، فإنه من الأفضل استشارة مختص في علم النفس للأطفال. الخبراء يمكنهم تقديم استراتيجيات مخصصة تساعد في تعزيز العلاقة وتحسين حالة الطفل النفسية.
خاتمة
احرصي على منح نفسك ولطفلك الوقت والمساحة لفهم هذه المشاعر المختلفة دون حكم أو استعجال. العلاقات الأسرية تحتاج إلى صبر ورعاية مستمرة، ومع الالتزام بالنصائح السابقة، يمكنك بناء جسر متين من الحب والتفاهم مع طفلك يعزز ثقته بك ويقلل من شعور التفضيل أو الانقسام.