كشفت وزيرة التربية والتعليم، سارة بنت يوسف الأميري، عن أسباب وتفاصيل قرار إعادة الامتحانات الكتابية، الذي كان من أول القرارات الجذرية التي اتخذتها الوزارة لمصلحة الطالب، موضحة أن الكتابة ليست مهارة أكاديمية فحسب، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتفكير وعمق الاتصال بين الأفكار.
وأوضحت أن «مسك القلم» في المراحل الدراسية الأولى ليس مجرد تدريب حركي، بل عملية تربوية تعزز التفكير العميق، وتربط بين اليد والعقل. وقالت: «الشاشة التعليمية أداة مهمة تساعد في إثراء العملية التعليمية، لكن هناك أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها مهما تطورت الوسائل».
وشددت على أن الهدف الأساسي من تطوير النظام التعليمي يكمن في تحديد المهارات الجذرية التي يحتاج إليها كل فرد ليكون عضواً فعالاً في المجتمع، وقادراً على التكيف مع التغيرات المتسارعة في الحياة، وأضافت: «نحن لا نبني فقط نظاماً تعليمياً، بل نؤسس لمسيرة طويلة من تمكين الإنسان».
وقالت وزيرة التربية والتعليم، في تصريحات لها عبر «بودكاست الشباب»: «إن قرار إلغاء اختبار الإمارات القياسي (الإمسات) جاء نتيجة مراجعة شاملة للنظام التعليمي في الدولة»، موضحة أن «عملية تطوير السياسات يجب أن تنطلق من الغايات الكبرى التي نريد تحقيقها، وأبرزها دعم الطالب وتمكينه من اكتشاف قدراته وميوله في الأوقات المناسبة».
وأشارت إلى أن «الإمسات» أدى دوراً في فترة معينة، لكنه لم يعد يواكب التوجهات الجديدة للدولة، التي تركز على تنمية الفرد ومنحه الفرص الكافية للإبداع في المجال الذي يختاره.
وقالت الأميري: «إذا كنا نؤمن بأن لكل طالب توقيتاً مختلفاً يبرز فيه، وميولاً تتضح في مراحل عمرية متفاوتة، فكيف نضع له امتحاناً مصيرياً واحداً يحدد مستقبله؟».
وأضافت أن من سمات حكومة دولة الإمارات المرونة في العمل، ومراجعة السياسات والقوانين والإجراءات بشكل مستمر، بناءً على المعطيات والواقع الحالي، موضحة أن «الهدف إذا تغير، فمن الطبيعي أن تتغير الأدوات». وتابعت: «ليس من المنطقي الاستمرار باستخدام أدوات كانت مناسبة قبل 10 سنوات، لكنها اليوم لم تعد تخدم الأهداف المنشودة التي نتطلع إليها».
وتطرقت الأميري إلى أحد أبرز مشاريع الوزارة الحديثة، التي تتمثل في «المجمعات التعليمية»، مشيرة إلى أن هذا المشروع تم إنجازه في فترة زمنية قياسية لا تتجاوز 6 إلى 8 أشهر، ويُعد اليوم من أكبر المؤسسات التعليمية في منظومة التعليم الحكومي.
وأكدت أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا التكاتف الكامل بين فرق العمل، والدعم المباشر من القيادة الرشيدة، وقالت: «أتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، الذين كانوا يتابعون المشروع باهتمام كبير ودعم مستمر».
وأكدت أن وزارة التربية والتعليم تنظر دائماً إلى السياسات بمنظور شمولي، وتركز على الغاية وليس الوسيلة، مضيفة: «لابد من أن يكون النظام التعليمي مرناً، وقادراً على التطور مع تغير المعطيات، لأننا نؤمن بأن بناء الإنسان هو أساس المستقبل».