رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تحليل: لماذا تزداد معدلات السكري في الدول العربية بشكل غير مسبوق؟

شارك
الإمارات نيوز

ارتفاع معدلات السكري في الدول العربية: الأسباب والتحديات

يشهد العالم العربي في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بمرض السكري، وهو ما يمثل تحديًا صحيًا خطيرًا يؤثر على حياة الملايين من المواطنين. هذه الظاهرة لا تنحصر فقط في دولة بعينها، بل تمتد عبر الحدود لتشمل معظم البلدان العربية، مما يثير التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادة غير المسبوقة.

العوامل المساهمة في ارتفاع معدلات السكري

هناك عدة عوامل تلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم أزمة السكري في الدول العربية، منها:

  • نمط الحياة غير الصحي: اعتمادية كبيرة على الوجبات السريعة، وقلة النشاط البدني، والرغبة المتزايدة في الاستهلاك المفرط للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكري.
  • العادات الغذائية التقليدية التي تغيرت: مع انتشار العولمة، تقلّبت أنماط تناول الطعام بين الأجيال، حيث تراجع تناول الخضروات والفواكه الطازجة لصالح الوجبات المعالجة.
  • السمنة وزيادة الوزن: تعتبر السمنة من أهم المؤشرات الرئيسية للإصابة بالسكري النوع الثاني، حيث يساهم ارتفاع معدل السمنة في الدول العربية في تفشي المرض.
  • العوامل الوراثية: بعض الدراسات تشير إلى وجود استعداد وراثي بين فئات معينة في المنطقة العربية للسكري، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة إذا ما تعرضوا لعوامل بيئية مؤثرة.
  • قلة الوعي الصحي والفحوصات الدورية: ضعف حملات التوعية الصحية، وعدم إقبال الكثير من الناس على الفحوصات الدورية، يساهم في اكتشاف المرض في مراحل متأخرة، مما يزيد من المضاعفات الصحية.

التبعات الصحية والاجتماعية لمعدلات السكري المتصاعدة

إن ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري يؤدي إلى ضغوط كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية في الدول العربية، وذلك بسبب:

  • زيادة حالات مضاعفات السكري التي تشمل أمراض القلب، مشاكل العين، الفشل الكلوي، وغيرها.
  • ارتفاع التكاليف المالية لعلاج المرض والوقاية منه، مما يشكل عبئًا على الأسر والاقتصادات الوطنية.
  • تراجع جودة حياة المرضى، وزيادة الوفيات المبكرة، ما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والتنمية الاجتماعية.

كيف يمكن مواجهة هذه الأزمة؟

لمكافحة هذه الزيادة الملحوظة في معدلات السكري، يجب اتخاذ خطوات متكاملة تشمل:

  • تعزيز التوعية الصحية عبر الحملات الإعلامية والبرامج التعليمية التي تركز على أهمية التغذية السليمة والنشاط الرياضي.
  • توفير برامج فحص دوري للكشف المبكر عن السكري وعوامل الخطر المرتبطة به، ليسهل التحكم في المرض وتقليل مضاعفاته.
  • تشجيع الحكومات والمؤسسات على دعم البنية التحتية الصحية وتحسين الوصول إلى العلاجات والأدوية الحديثة.
  • تحفيز المجتمعات على تبني أنماط حياة صحية عن طريق خلق بيئات ملائمة للنشاط البدني، مثل الحدائق ومراكز الرياضة.

الخلاصة

تزايد معدلات السكري في الدول العربية يعكس واقعًا صحيًا مركبًا يتداخل فيه نمط الحياة العصري مع عوامل وراثية واجتماعية. التصدي لهذه المشكلة يتطلب تضافر الجهود الحكومية والشعبية لضمان التوعية والوقاية والعلاج المناسب بما يقلل من أعباء المرض على الفرد والمجتمع. الاستثمار في الصحة هو الاستثمار في مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة