يُقال إن الكلام مجرد نصف المعركة عندما يتعلق الأمر بفهم مشاعر وأفكار الآخرين، فاللغة غير اللفظية أو ما يعرف بـ “لغة الجسد” تكشف الكثير مما يخفيه اللسان. في كثير من الأحيان، يعبر الناس عن مشاعرهم الحقيقية دون أن يدركوا ذلك من خلال حركات أجسامهم، تعابير وجوههم، وحتى نبرات صوتهم. إذن، كيف يمكننا أن نكون أكثر دراية بهذه الإشارات الخفية؟
الإشارات الخفية التي تكشف ما يفكر به الآخرون
لفهم ما يدور في عقل الآخرين، علينا أولاً أن ننتبه إلى بعض العلامات غير اللفظية والتي تصدر بشكل لا إرادي، منها:
1. حركة العينين
العين هي نافذة الروح، وعندما ينظر الشخص إلى أسفل أو إلى الجانب، قد يشير ذلك إلى شعور بعدم الراحة أو محاولة استحضار ذكرى معينة. على سبيل المثال:
- النظر إلى الأعلى يميناً: غالباً ما يدل على التفكير البصري أو التخيل.
- النظر إلى الأسفل يساراً: قد يشير إلى المشاعر أو الاستحضار الحسي.
2. تقاطع الأذرع
غالبًا ما يُفسر تقاطع الأذرع على الصدر كإشارة على الدفاع أو الشعور بالانغلاق، لكنه يمكن أن يعبر عن شعور الفرد بالبرودة أو ببساطة عادتهم الجسدية.
3. تحريك الأقدام أو الأيدي بشكل مفرط
هذا النوع من الحركات يعكس التوتر أو الاندفاع العاطفي، حيث يقوم الشخص بتفريغ الطاقة المتراكمة بشكل لا إرادي.
4. التلميح بالابتسامة الحقيقية
الابتسامة التي تصل إلى العينين وتسبب تجعد الجلد في الزوايا تُعتبر علامة صادقة على السعادة والرضا، على عكس الابتسامة المصطنعة التي تفتقد هذا العنصر.
5. الانتباه إلى استدارة الجسم
إذا كان الفرد متجهًا بجسمه بالكامل نحوك، فهذا يدل على اهتمامه وانفتاحه. أما إذا كان يلتفت أو يميل بعيداً، فقد يشير ذلك إلى رغبة في الابتعاد أو عدم الراحة.
كيف تستفيد من هذه الإشارات في حياتك اليومية؟
- تحسين العلاقات الشخصية: من خلال قراءة لغة الجسد، يمكنك فهم مشاعر الأصدقاء والعائلة بعمق أكبر مما يُقال شفهيًا.
- زيادة الثقة في العمل: تساعدك معرفة المشاعر الحقيقية للزملاء والعملاء على اتخاذ قرارات أكثر حكمة.
- تجنب سوء الفهم: عبر الانتباه للإشارات غير اللفظية، يمكنك الكشف عن التناقضات بين ما يُقال وما يتم الشعور به.
باختصار، تطوير مهارات قراءة لغة الجسد هو أمر مفيد في جميع مجالات الحياة، فهو يفتح لك نافذة جديدة لفهم الناس وأفكارهم بطريقة لم تكن تراها من قبل. استمر في الملاحظة، وتدرب على تفسير هذه الإشارات تدريجياً وستلاحظ تحسناً ملحوظاً في تواصلك وفهمك للآخرين.
