تكشف دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر ميديسن” أن عمر الأعضاء الداخلية يختلف عن عمر الشخص الحقيقي، ويعتمد بشكل كبير على حالته الصحية. فعلى سبيل المثال، قد يكون عمر الشخص 45 عامًا، لكن عمر كليتيه يصل إلى 60 عامًا، مما يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض تتعلق بهذا العضو.
تفاصيل الدراسة
استند الباحثون إلى بيانات حوالي 45,000 شخص، وطوروا فحصًا دمويًا يقيم العمر البيولوجي للأعضاء. يعمل هذا الفحص على قياس البروتينات في الدم لتحديد مدى صحة الأعضاء، بحيث يُعطى كبد عمره 40 عامًا أو شرايينها عمر 70 عامًا. ثم يحسب الباحثون “الفجوة العمرية” لكل عضو، وهي الفرق بين عمره الحقيقي وعمره البيولوجي، ويُصنّف العضو على أنه شاب جدًا إذا كانت الفجوة بين أعلى 6-7% من الأعضاء، في حين يُعتبر متقدمًا في السن إذا كانت الفجوة بين أدنى 6-7%. من بين المشاركين، كان ثلثا الشخص يمتلك على الأقل عضو واحد أكبر من عمره الطبيعي.
نتائج الدراسة
رصد الفريق أن الأعضاء الأكبر سنًا ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض، مثل القلب الذي يُنذِر بارتفاع نسبة الرجفان الأذيني وقصور القلب، و الرئتان المجهدتان تزيدان من احتمالات مرض الانسداد الرئوي المزمن. وكان التأثير الأكبر واضحًا على الدماغ، حيث يصبح الأشخاص ذوو الأدمغة المتقدمة في السن أكثر عرضة لمرض الزهايمر بثلاثة أضعاف، رغم أن أصحاب الأدمغة الشابة يواجهون خطرًا أقل بكثير من ذلك، ويظل هذا الرابط مستقلًا عن العامل الوراثي جين الـAPOE.
كما أن كل عضو مسن يرتبط بزيادة احتمالية الوفاة المبكرة، ويُضاعف وجود عدة أعضاء من هذا النوع من خطر الوفاة خلال 15 عامًا. وعلى العكس، يظهر أن الأدمغة والجهاز المناعي الشاب يُطيلان عمر الإنسان، إذ تقل احتمالات الوفاة بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بمن لديهم أعضاء أكبر سنًا، وتنخفض إلى 56% عند دمجها مع جهاز مناعي قوي.
تأثير نمط الحياة على عمر الأعضاء
يشير الباحثون إلى أن عمر الأعضاء ليس ثابتًا، ويمكن تغييره عبر نمط الحياة. فالسجناء أو مبتعدو عن الرياضة والمهملون في الأكل يكبر عمر أعضائهم بشكل أسرع، بينما يميل الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويهتمون بأكل السمك الزيتية إلى امتلاك أعضاء أصغر عمرًا. لذلك، يُعد تغيير العادات أسلوبًا فعّالًا في الطب الوقائي لتأخير شيخوخة الأعضاء وتحسين الصحة العامة.