تسبب أمراض المناعة الذاتية اضطرابات صحية تظهر عبر أعراض متعددة تشمل أمراض الجلد والألم المزمن والإرهاق، حيث يعمل الجهاز المناعي على مهاجمة أنسجة الجسم بطريقة غير صحيحة، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وظهور هذه الأعراض.
ارتباط أمراض المناعة الذاتية بتساقط الشعر
تربط الأبحاث العديد من أمراض المناعة الذاتية بظهور تساقط الشعر، ويتضح أن بعض الحالات تؤدي إلى تلف بصيلات الشعر أو تلف مناطق أخرى من الجسم، مما يسبب تساقط الشعر غير المنتظم أو الكامل في بعض الحالات، ويشمل ذلك أنواعًا مختلفة من أمراض المناعة التي تؤثر على فروة الرأس والجسم.
الثعلبة البقعية
تعتبر الثعلبة البقعية من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي بصيلات الشعر، مسببة تلفها بشكل دائم. وتظهر على شكل بقع دائرية من تساقط الشعر على فروة الرأس، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان كامل للشعر في الرأس أو الجسم، وتؤدي إلى ظهور بقع صلعاء دائمة.
الذئبة
تؤدي الذئبة، خاصة الأنواع المنتشرة على الجلد أو التي تؤثر على أجزاء متعددة من الجسم، إلى تساقط الشعر وتخفيفه. ويحدث ذلك أحيانًا نتيجة لعلاجات الذئبة التي قد تتسبب في تساقط الشعر، أو بسبب طفح جلدي وأورام على فروة الرأس، والتي تعتبر من أعراض المرض.
اضطرابات الغدة الدرقية هاشيموتو وجريفز
يصاحب اضطراب الغدة الدرقية تساقط الشعر بشكل واضح، حيث تضعف هرمونات الغدة الدراقية، الضرورية لنمو الشعر، وتتسبب أمراض مثل هاشيموتو، الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي الغدة، في تساقط الشعر البطيء والجاف والهش وزيادة تكسر الشعر. أما مرض جريفز، الذي يسبب فرط نشاط الغدة، فيرتبط أيضًا بـ تساقط الشعر، نتيجة لتغير مستويات الهرمونات.
التهاب المفاصل الروماتويدي
على الرغم من قلة انتشارها، فإن التهاب المفاصل الروماتويدي لا يسبب تساقط الشعر مباشرة، لكن الأدوية المستخدمة لعلاجه، مثل الميثوتريكسات والليفلونوميد، قد تؤدي إلى ذلك. وإذا لاحظت تساقطًا ملحوظًا، ينصح بمراجعة الطبيب لإجراء التعديلات اللازمة على العلاج.
الصدفية ومرض التهاب الأمعاء
تؤثر الصدفية، خاصة على فروة الرأس، على قدرة الشعر على النمو، لكن تساقط الشعر الناتج عن الصدفية قابل للعكس عند علاج الحالة وتهدئة الالتهاب. أما داء كرون ومرض التهاب الأمعاء، فهما يربطان اضطرابات الأمعاء بتساقط الشعر، غالبًا نتيجة للأدوية أو نقص التغذية المصاحب لهذه الحالات.
طرق علاج تساقط الشعر الناتج عن أمراض المناعة الذاتية
لا توجد علاجات معتمدة رسمياً من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خصيصًا لتساقط الشعر الناتج عن أمراض المناعة، لذلك ينصح بالتعاون مع الطبيب لمعالجة السبب الأساسي. قد تشمل طرق العلاج استخدام مثبطات المناعة بكريمات وحقن الكورتيكوستيرويد، حيث تساهم في تعزيز نمو الشعر في المناطق المتأثرة.
يجب تجنب المحفزات التي تؤدي إلى تفاقم الحالة مثل بعض الأطعمة والملوثات البيئية، والعمل على اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن مكملات غذائية مثل البيوتين لدعم صحة الشعر. كما يُنصح بالابتعاد عن أساليب التصفيف التي تتسبب في كسر الشعر أو تهيج فروة الرأس، واللجوء إلى التسريحات اللطيفة التي تقلل من ضغط الشد على الشعر.
