تُعد المانجو إحدى أشهر الفواكه الصيفية التي يعشقها الكثيرون، وتتميز بطعمها الحلو وغناها بالعصارة. لكنها تثير تساؤلات بين مرضى السكري حول مدى أمان تناولها، خاصة أنها تحتوي على سكر طبيعي بكميات معتدلة. فهل يمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن وآمن لمرضى السكر؟
محتوى المانجو وفوائدها لمرضى السكري
يحتوي كوب واحد من شرائح المانجو (حوالي 165 جرامًا) على حوالي 99 سعرًا حراريًا، و25 جرامًا من الكربوهيدرات، و22.5 جرامًا من السكر الطبيعي، مع توفر ألياف غذائية تفوق 200 جرام، إضافة إلى نسبة عالية من فيتامين سي (67%) وحمض الفوليك والنحاس وفيتامينات A وE والبوتاسيوم. تساعد هذه العناصر على تعزيز المناعة، وتحسين التمثيل الغذائي، وقد تسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم عند تناولها بكميات معتدلة.
مؤشر جلايسيمي وتأثيرها على سكر الدم
تتمتع المانجو بمؤشر جلايسيمي منخفض يبلغ حوالي 51، وهو ما يجعلها ترفع سكر الدم بشكل أبطأ مقارنة مع الفواكه ذات المؤشرات الأعلى، خاصة أنها تحتوي على نسبة من الألياف التي تقلل من معدل امتصاص السكر وتسهل السيطرة على ارتفاع مستويات السكر. ورغم أن أكثر من 90% من سعراتها تأتي من السكر، فإن توازنها مع الألياف والمغذيات الدقيقة يجعلها خيارًا أفضل من الوجبات الخفيفة المصنعة التي تفتقر إلى الألياف وتحتوي على سكريات مضافة.
الدراسات الحديثة عن المانجو وتأثيرها الصحي
تشجع الدراسات على استهلاك المانجو بشكل معتدل، حيث أظهرت دراسة من 2014 أن تناول 10 جرامات من المانجو المجفف يوميًا حسّن من مستويات السكر في الدم عند الأشخاص ذوي الوزن الزائد. وأكدت أبحاث أخرى أن بوليفينولات المانجو تساعد في تقليل السمنة وتحسين تحمل الجلوكوز، كما أن تناولها باعتدال يمكن أن يحسن من حساسية الأنسولين ويقلل الالتهابات، مما يدعم إدراجها ضمن نظام غذائي لمرضى السكري عند الالتزام بالحصص الصحيحة.
كيفية تناول المانجو لمرضى السكري بشكل آمن
ينبغي التركيز على حجم الحصة، فنصف كوب (حوالي 82.5 جرامًا) من شرائح المانجو يحتوي على حوالي 12.5 جرام من الكربوهيدرات، وهو مقدار آمن لمعظم مرضى السكري، مع ضرورة مراقبة الاستجابة للسكر في الدم. يُنصح بتناولها مع مصادر للبروتين أو الدهون الصحية، مثل الزبادي اليوناني، الجبن القريش، أو المكسرات، أو خلطها في عصائر تحتوي على مسحوق البروتين وبذور الشيا؛ لأن ذلك يبطئ عملية الهضم ويقلل من ارتفاع السكر.
تجنب العصائر والمنتجات المصنعة
يجب تجنب العصائر المصنعة والمتطابقة التي تحتوي على سكريات مضافة وألياف قليلة، لأنها تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، كما أن العصائر المجففة أو المحلاة بالسكر تحتوي على كميات أكبر من السكريات، مما يجعلها خطراً على مرضى السكري عند الاستهلاك بشكل مفرط.
التوقيت المثالي لتناول المانجو لمرضى السكري
يوصى بتناول المانجو في بداية النهار، حيث تكون حساسية الجسم للأنسولين مرتفعة، مما يساعد على تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة بشكل أكثر فاعلية دون ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر. يفضل تقطيعها إلى مكعبات صغيرة لتناولها ببطء، مما يساعد على الشعور بالإشباع ويقلل من احتمالية ارتفاع السكر المفاجئ. كما أن فهم كيفية معالجة الفركتوز في الجسم مهم، حيث أن حوالي 30% من سكر المانجو فركتوز، والذي يُستقلب في الكبد، لذا يجب عدم الإفراط في تناوله لتفادي زيادة دهون الدم ومخاطر القلب.
الاعتدال هو الحل الأساسي
يمكن أن تكون المانجو خيارًا صحيًا ومفيدًا لمرضى السكري عند تناولها باعتدال، مع مراعاة حجم الحصة، التوقيت، والتوافق مع باقي الأطعمة. فالابتداء بكميات صغيرة، ومراقبة استجابة سكر الدم، ودمجها مع مصادر البروتين أو الدهون الصحية يقلل من تأثيرها على مستويات السكر. دائمًا استشر الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تعديل نظامك الغذائي، خاصة في حالة وجود مشاكل في ضبط سكر الدم.