تؤدي متلازمة قلة النوم إلى حاجة المصابين لها لنوم أقل بكثير من الطبيعي. حيث يحتاج معظم البالغين إلى 7 إلى 9 ساعات نوم ليليًا، في حين يستطيع من يعاني من هذه الحالة الشعور بالراحة بعد النوم لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات فقط، ويشعرون بالنشاط والحيوية دون الحاجة إلى قيلولة في النهار. ولا ترتبط هذه الحالة بالتوتر أو عادات النوم السيئة، بل يُعتقد أنها نتيجة لطبيعة جسمهم، ويتم تصنيفهم ضمن فئة “ذوي النوم القصير الطبيعي”.
متلازمة النوم القصير
يسأل الكثيرون عن مدى انتشارها وهل هي شائعة أكثر مما يعتقد البعض، خاصة أن بعض الأشخاص يتمتعون بقدرة فريدة على النوم لمدة قصيرة والحفاظ على طاقتهم خلال النهار.
العلامات الشائعة
تتمثل العلامة الأساسية في القدرة على النوم أقل من 6 ساعات مع الاستيقاظ نشيطين، دون شعور بالتعب أو النعاس خلال النهار، مع مستويات طاقة طبيعية ووضوح في التركيز والأداء اليومي. وغالبًا لا يشعر المريض بانتكاسات صحية خلال النوم، ولا يعاني من أعراض تقليدية لاضطرابات النوم، ويُطلق عليهم اسم “ذوي النوم القصير الطبيعي”.
الأسباب وراء الحالة
سببها غير معروف بشكل دقيق، لكن يُعتقد أنه مرتبط بجينات معينة، حيث وُجد تغيير في جين يُسمى DEC2 لدى بعض الأشخاص الذين ينامون أقل بشكل طبيعي، وقد يؤثر هذا على الساعة البيولوجية للجسم، الأمر الذي يجعلهم يحتاجون إلى قليل من النوم ليشعروا بالانتعاش. ويؤدي ذلك إلى نمط نوم مميز يميزهم عن غيرهم.
آثار الحالة ومخاطرها
قد تبدو هذه الحالة ميزة لأنها تزيد من ساعات اليقظة، إلا أنها تحمل مخاطر صحية على المدى الطويل. فحتى لو شعر الشخص بأنه بحالة جيدة، قد لا يتمتع جسمه بكفاية الراحة، مما يؤدي إلى مخاطر صحية مثل ضعف القلب، نقص المناعة، وتدهور الذاكرة. كما أن عدم النوم الكافي بشكل مستمر قد يؤثر سلبًا على صحة القلب بشكل خاص، ويُعطى هؤلاء الأشخاص عادة لقب “ذوي النوم القصير الطبيعي” نتيجة لطبيعة جسمهم، وليس بسبب مشاكل صحية أو عادات نوم غير صحية.
خاتمة
يمكن القول إن متلازمة النوم القصير ليست نادرة، وتتمتع بعض الفئة منها بخصائص وراثية تميزها عن الآخرين. إلا أن الوعي بأثر تقليل النوم على الصحة يحتاج إلى اهتمام، لكون نقص النوم المستمر يهدد صحة القلب والمناعة والذاكرة على المدى البعيد.
