تواجه مرحلة المراهقة الكثير من التغيرات النفسية والجسدية، حيث يجب على الأهل التعامل بحكمة ووعي معها. تتسم هذه المرحلة بسرعة التبدل في المزاج والطاقة، ويبدأ الأطفال في محاولة لاستقلالهم وتحديد هويتهم، رغم حاجتهم المستمرة للدعم والتوجيه من الأسرة بشكل متوازن.
التحولات النفسية والجسدية
تشهد هذه المرحلة تغييرات نفسية وجسدية حادة تؤثر بشكل كبير على الطفل، ما يتطلب أن يكون الوالدان صبورين ومتفهمين. تظهر لدى المراهقين تقلبات مزاجية وشعور بالقلق والضغط، كما أن التغيرات الجسدية تؤثر على ثقتهم بأنفسهم، لذلك من المهم دعمهم ومساعدتهم على التكيف مع هذه التغييرات.
تحديات الوالدين مع المراهقين
تصبح هذه الفترة صعبة على الأهل، نظراً لتغير شخصية الأطفال وظهور رغبة في الاستقلال، مع استمرار حاجتهم إلى دعم عاطفي واهتمام من الأسرة. يختبر المراهقون حدود والدهم وصبرهم، ومع تطلبهم للمزيد من الحرية، يظل تواصل الأهل معهم ضرورة حتمية لضمان نمو سليم ومتوازن.
الأخطاء الشائعة عند التربية في هذه المرحلة
توقع الأسوأ
يُظهر بعض الآباء قلقًا مفرطًا ويستعدون للأسوأ، معتقدين أن المراهقين لا يمكن الاعتماد عليهم. لكن توقع نتائج سلبية يزيد من احتمال حدوثها، حيث تشير الدراسات إلى أن التوقعات السلبية تدفع بالمراهقين نحو السلوكيات غير المرغوبة. لذا، ينصح بالتركيز على اهتمامات الطفل وهواياته، فذلك يفتح قنوات تواصل ويقرب بين الوالدين والابن بشكل إيجابي.
قراءة كتب التربية بشكل مفرط
يلجأ بعض الآباء للاستعانة بكتب التوجيه، لكن الاعتماد المفرط على تلك الكتب قد يعيق مهارات الوالدين الفطرية، ويزيد من قلقهم. إذ أن التوافق بين النصائح وأساليب التربية الشخصية هو الأهم، فالمبالغة في اتباع النصائح قد تضعف الثقة بالنفس وتفقد الأهل قدرة التفاعل الطبيعي مع الأبناء.
الخوف من الأمور الصغيرة
قد لا يعجبك اختيار المراهقين لملابسهم أو تسريحات شعرهم، لكن قبل التدخل، فكر في الأمر بعمق. إذا لم يكن التصرف يهدد سلامتهم، فامنحهم حرية اتخاذ القرارات والتعلم من عواقبها، إذ إن حماية الطفل المفرطة تقيّده من فرصة تعلم الاعتماد على النفس ومواجهة ضغوط الحياة.
تجاهل الأمور الكبرى
لا تتجاهل علامات المشكلات الكبرى، مثل التدخين، أو تناول المخدرات، أو تغيرات في السلوك أو المظهر، فهذه مؤشرات على وجود مشكلة. إذا ظفرت برصده، كن حازما ووازن بين الانضباط والحوار، وراقب بشكل دقيق أي علامات غير معتادة على تعاطي المخدرات أو تغيّر في الأداء الأكاديمي أو العلاقات الاجتماعية.
الانضباط المفرط أو القليل جدًا
دون أن تفقد السيطرة، حاول أن توازن بين الصرامة والمرونة. فالأهل الصارمين يفوّتون فرصة تطوير مهارات حل المشكلات والقيادة، أما المهملون في تطبيق قواعدهم، فقد يعرّضون أطفالهم لعدم التهيئة لمواجهة تحديات العالم الخارجي. استمر في تحديد القيم ومعايشتها، وخصص وقتًا كافيًا للتواصل مع أبنائك، فذلك يعزز ثقتهم ويشعرهم بالحب والأمان.