تعتبر فترة المراهقة من المراحل المهمة التي يمر بها الطفل، وتتميز بتغيرات نفسية وجسدية كبيرة تتطلب من الوالدين فهمًا ومرونة للتعامل معها بشكل فعال. ففي هذه المرحلة، يواجه الطفل موجة من التغيرات النفسية التي تؤثر على شخصيته وتفكيره، وتزداد تأثيرات التغيرات الجسدية على تصرفاته ومظهره، مما يخلق تحديات للأهل خاصة في دعمهم وتوجيههم بشكل صحيح.
تغيرات النفسية والجسدية في مرحلة المراهقة
يشهد المراهق تطورات نفسية تساهم في بناء شخصيته، ويبدأ في استكشاف هويته وحرية اختياراته، مع تصاعد الحاجة للاستقلالية. تترافق هذه التغيرات مع نمو جسدي كبير وشعور بالارتباك أحيانًا، يلزم معه دعم مستمر من الأهل وإتاحة الفرص للتعلم من خلال التجربة، مع الحفاظ على حدود واضحة تبين لهم القيم والمبادئ الأساسية.
تحديات الأهل خلال فترة المراهقة
يبقى الأهل أمام اختبار لصبرهم، إذ يواجهون تباينًا في تصرفات أطفالهم وتغيرات في مدى احترامهم للحدود، مما يتطلب مرونة وتفهمًا. رغم الرغبة في إعطائهم استقلالية، يبقى عليهم تقديم الدعم والإرشاد، مع القدرة على ضبط الحدود بطريقة لا تقتل روح المبادرة والتعلم لديهم.
الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء
توقع الأسوأ
يميل الكثير من الآباء إلى فرض توقعات سلبية عن أطفالهم المراهقين، حيث يرون أنهم غالبًا ما يتحولون إلى أشخاص غير موثوق بهم، مما يزيد من فرص ظهور سلوكيات محفوفة بالمخاطر. ينصح الخبراء بالتركيز على اهتماماته وهواياته، حتى لو لم تفهمها تمامًا، لأنها تفتح قنوات للتواصل وتساعد على بناء علاقة ثقة وقوة بين الأهل والابن.
قراءة الكثير من كتب التربية
يلجأ بعض الآباء إلى استشارة الخبراء وقراءة كتب التربية، إلا أن الاعتماد المفرط على هذه النصائح قد يسبب قلقًا عند محاولة تطبيقها، خاصة إذا لم تتوافق مع شخصية الأسرة. من الأفضل أن يثق الوالد في مهاراته ويختار أسلوبًا يناسب شخصيته ويعكس قيمه، مع تعديل النصائح بما يتناسب مع طفله.
الخوف من الأشياء الصغيرة
لا تدخل في تفاصيل غير ضرورية، مثل تسريحة شعر أو اختيار ملابس ابنتك المراهقة، طالما أن التصرف لا يشكل خطرًا عليها. توفير مساحة لاتخاذ القرارات الصغيرة يعزز ثقتها بنفسها ويقوي شخصيتها، إذ تكتسب من خلال التجربة دروسًا مهمة عن العواقب والفشل. حماية الطفل المبالغ فيها قد تقيّده من تعلم مهارات مهمة للاستقلالية لاحقًا.
تجاهل الأمور الكبيرة
إذا شكت في تعاطي ابنك للمخدرات أو الكحول، فلا تتجاهل الأمر، خاصة إذا ظهرت علامات غير معتادة في سلوكه أو مظهره. ينبغي مراقبة التغيرات في الأداء والسلوك، والتواصل معه بلطف. وجود عبوات فارغة أو أدوات غير مألوفة قد يدل على وجود مشكلة، وعليه إبلاغ الجهات المختصة أو البحث عن مساعدة فورية حتى لا تتفاقم الحالة.
الانضباط المفرط أو القليل جدًا
يجب أن توفر توازنًا بين فرض القواعد ومنح الحرية لابنك المراهق، بحيث يتعلم الاعتماد على نفسه ويطور مهارات حل المشكلات. الانضباط المفرط يقيد قدرته على الاستقلال، والبيئة المفتوحة التي تسمح بالخطأ والفشل تساعده على بناء شخصية قيادية وقادرة على مواجهة التحديات. دور الأهل هو وضع قيم واضحة، وتواصل فعال، وتخصيص وقت دائم معهم، فهم يحتاجون إليهم أكثر مما يتصورون.
