يثبت العلم أن بدء الأسبوع بيوم الإثنين يثير استجابة بيولوجية خاصة تترك أثرها طويل الأمد على الجسم، خاصة لدى كبار السن، ويظهر ذلك من خلال ارتفاع مستويات هرمونات التوتر في شعرهم، مما يعكس توترًا مزمنًا يظل مستمرًا حتى بعد انتهاء العمل.
رهبة يوم الإثنين وتوتر الجسم
يعاني الكثيرون من قلق واسع يتركز على بداية الأسبوع، ويطلق عليه “رهبة يوم الإثنين”، وهو استجابة بيولوجية مستقلة عن ظروف العمل، حيث كشفت دراسات أن هذا اليوم يمر بآلية فسيولوجية تؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، مما يهدد صحة القلب ويزيد من خطر مشاكل صحية طويلة الأمد.
تأثير التوتر المزمن على الصحة
تُظهر البيانات أن الأشخاص الذين يعانون من توتر فسيولوجي مرتفع يوم الإثنين، سواء كانوا عاملين أو متقاعدين، يملكون مستويات أعلى من هرمونات التوتر، ويعكس ذلك حالة توتر مستمرة تتسبب في خلل في محور الوطاء – الغدة النخامية – الغدة الكظرية، وهو النظام الأساسي في استجابة الجسم للتوتر.
الارتباط بأمراض القلب والنوبات
تربط أبحاث سابقة بين ارتفاع مستويات التوتر يوم الإثنين وزيادة معدل النوبات القلبية، حيث يكون ارتفاع الكورتيزول مرتبطًا بشكل مباشر بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب، وهو ما يظهر أن الآلية البيولوجية المحفزة في بداية الأسبوع تساهم في تسهيل تطور تلك الحالات المرضية على المدى الطويل.
الاختلاف بين الأشخاص حسب مستوى التوتر
يلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من توتر فسيولوجي مرتفع ويتعرضون لقلق في بداية الأسبوع، هم الأكثر عرضة لارتفاع مستويات الكورتيزول في شعرهم، حيث تصل الزيادة إلى 23% مقارنة بمن يشعرون بالقلق في أي أيام أخرى، ويظل هذا التوتر مؤثرًا حتى لو كانوا في مرحلة التقاعد أو يرتبط بحالة صحية مستقرة.
الخلاصة
يؤكد الباحثون أن التوتر المرتبط ببداية الأسبوع ليس مجرد مشاعر مؤقتة، بل عملية بيولوجية مستمرة تؤثر على صحة الأشخاص، خاصة مع التكرار؛ مما يحتم التعامل معه بشكل جدي للحد من المخاطر الصحية المزمنة التي قد تطول القلب والأوعية الدموية على المدى البعيد.