تواجه مرحلة المراهقة تغييرات نفسية وجسدية كبيرة، مما يجعلها فترة حرجة تتطلب فهمًا ودعمًا من الأهل. فالشعور بالقلق من تغيرات التصرفات، والتقلبات المزاجية، والنمو الجسدي يفرض على الآباء أن يكونوا أكثر صبرًا ومرونة في التعامل مع أبنائهم.
التغيرات النفسية والجسدية أثناء المراهقة
تتغير شخصية الطفل بشكل جذري خلال هذه المرحلة، حيث تتصاعد التغيرات الهرمونية والجسدية بشكل يؤثر على مزاجه وسلوكياته. تتغير طريقة التفكير، ويبدأ الطفل في البحث عن هويته وتأكيد استقلاليته، مما يسبب أحيانًا توترًا بينه وبين الأسرة.
صعوبة على الأهل وتحديات في الدعم
تكون هذه الفترة صعبة على الآباء أيضًا، لأنهم يلاحظون أن أبنائهم لم يعودوا كما كانوا في مرحلة الطفولة، ويمرون بتصرفات تحدي وصبر يتطلب تفهمًا ومرونة. رغم رغبتهم في الاستقلال، إلا أنهم يحتاجون دائمًا إلى دعم وتوجيه من الوالدين، مع مراعاة حدود الاعتمادية والثقة.
أخطاء شائعة يرتكبها الآباء وقت المراهقة
توقع الأسوأ
يبدأ بعض الآباء بالتوقع أن أطفالهم سيء التصرف، ما يعزز منهم السلوك السلبي. فالتوقعات السلبية غالبًا ما تؤدي إلى زيادة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، لذلك من الأفضل التركيز على اهتماماته وهواياته، حتى لو لم يفهمها الأهل، فهي تفتح قنوات تواصل وتساعد على بناء علاقة ثقة.
قراءة الكثير من كتب التربية
يلجأ بعض الآباء لخبراء ومراجع تربوية، لكن الاعتماد المفرط على الكتب قد يسبب قلقًا وارتباكًا إذا لم تتوافق نصائحها مع أسلوبهم، لأنها قد تستبدل المهارات الشخصية التي يجب أن يطورها الأهل والابن معًا.
الخوف من الأشياء الصغيرة
لا داعي للمبالغة في التدخل بشأن تصرفات مثل اختيار الملابس أو تسريحات الشعر. فالسماح للطفل باتخاذ قراراته تعلمه الاعتماد على نفسه والتعامل مع نتائج اختياراته، فهي فرصة لبناء ثقة ومعرفة عواقب القرارات.
تجاهل الأمور الكبيرة
لا تتجاهل علامات تعرض الطفل للمخاطر مثل تدخينه للسجائر، أو تعاطيه المخدرات، أو تغييرات غير مبررة في سلوكه أو مظهره. فمراقبة ظهور علامات مثل عبوات فارغة أو سجائر غير مألوفة ضرورة، لأنها قد تشير إلى تعاطيه مخدرات، ويجب التصرف بسرعة لمنع تفاقم المشكلة.
الانضباط المفرط أو غير كافٍ
لا تتبع أسلوب عنيف أو تقييد مفرط، لأن ذلك يعيق تطوير مهارات حل المشكلات والقيادة عند المراهق. التوازن ضروري بين إعطاء الحرية وتحديد القواعد، مع تذكير الأهل بأنهم مسؤولون عن توصيل القيم من خلال أفعالهم وأقوالهم، وأن استثمار الوقت مع الأطفال يعزز الثقة والتواصل المستمر.