رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

باحثون من جامعة هونغ كونغ يكشفون عن سبب بيولوجي لظاهرة رهبة يوم الإثنين

شارك

تبدأ العديد من الدول أسبوع عملها بيوم الأحد، ويعتقد البعض أن هذا اليوم يُعد من أصعب أيام الأسبوع لأنه يأتي بعد عطلة نهاية الأسبوع. يشترك هذا الشعور مع الدول التي تبدأ أسبوعها بيوم الإثنين، حيث يُعرف في بعض الثقافات بـ”رهبة يوم الإثنين”، وتأثيراتها على الجسم أكثر تعقيدًا مما يتوقع البعض. فقد اكتشف العلماء أن هناك سببًا بيولوجيًا واضحًا لهذه الحالة المستقلة عن عمل الشخص، وأنها تظهر بشكل خاص في بداية الأسبوع وتؤدي إلى توتر مستمر قد يهدد صحة القلب.

رهبة يوم الإثنين وتأثيرها البيولوجي

أظهرت دراسات من جامعة هونغ كونغ أن يوم الإثنين، كممثل لبداية أسبوع العمل، يُحفز استجابة فسيولوجية خاصة، وتصبح مستويات الكورتيزول في الجسم أعلى، مما يضاعف التوتر ويستمر تأثيره لعدة أشهر. إذ يظل ترسيخ هذا اليوم في فسيولوجيا الجسم مرتبطًا بزيادة مستويات التوتر طويلة الأمد، حتى بعد انتهاء الحياة المهنية. استندت الدراسة إلى قياسات من 3511 بالغًا تتجاوز أعمارهم الخمسين، حيث تم تسجيل مستويات التوتر خلال يوم الإثنين وأخذ عينات شعر لقياس هرمونات التوتر، بما يُبيّن تأثير هذا اليوم على الجسم على المدى الطويل.

تضخيم التوتر في يوم الإثنين

قال البروفيسور تارانى تشاندولا من قسم علم الاجتماع بجامعة هونغ كونغ: “يعمل يوم الإثنين كمضخة ثقافية للتوتر، خاصة لدى كبار السن”. ويؤدي انتقال الأسبوع إلى تنشيط سلسلة بيولوجية تستمر لأشهر، لا تتعلق بالعمل فحسب، بل بترسّخ هذا اليوم في فسيولوجيا التوتر لدينا حتى بعد انتهاء العمل، مما يسبب حالة من التوتر المزمن.” وبناءً على نتائج الدراسة، فإن مستويات الكورتيزول كانت أعلى بنسبة 23% لدى من أبلغوا عن قلق خاص في يوم الإثنين، مقارنة بمن شعر بالقلق في أيام أخرى، ويزيد هذا التوتر لدى الأشخاص الأكثر توترًا، بنسبة 10%، مع استمرار ارتفاع مستوى الكورتيزول على المدى الطويل.

حالة توتر مزمنة وارتباطها بصحة القلب

أشارت الدراسة إلى أن مستويات التوتر تزيد بشكل مستمر لدى كبار السن الذين يعانون من مستويات عالية من القلق يوم الإثنين، ويُرجع ذلك إلى خلل في محور الوطاء-النبية-الغدة الكظرية (HPA)، المسؤول عن استجابة الجسم للتوتر. إذ أدى ارتفاع مستويات الكورتيزول في شعر المشاركين إلى مؤشرات واضحة على وجود توتر مزمن، سواء كانوا موظفين أو متقاعدين، وهو ما يوضح أن بداية الأسبوع تثير استجابة طويلة الأمد، وتُساهم في المشاكل الصحية الخطيرة، كالنوبات القلبية، التي زادت ارتباطًا بأيام الإثنين.

خطر التوتر على القلب

وجدت دراسات سابقة أن يوم الإثنين يرتبط بزيادة حالات النوبات القلبية، رغم عدم وجود علاقة مباشرة مع نتائج الدراسات، إلا أن آلية التوتر المرتبط بهذا اليوم قد تفسر عمليات بيولوجية تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. وبيّنت الأبحاث أن ارتفاع الكورتيزول في شعر الأفراد في هذا اليوم، قد يكون سببًا في زيادة مخاطر الأمراض القلبية، إذ يُعبر عن اضطراب في محور HPA، المسؤول عن تنظيم استجابة الجسم للتوتر.

أشارت نتائج الدراسة إلى أن من شعروا بالقلق تحديدًا يوم الإثنين، كانت مستويات الكورتيزول لديهم أعلى بنسبة 23%، مقارنةً بمن شعروا بالقلق في أيام أخرى. ويُعد ارتفاع الكورتيزول علامة على توتر فسيولوجي طويل الأمد يهدد الصحة على المدى البعيد، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من التوتر قبل بداية الأسبوع، مما يسلط الضوء على أهمية التعامل مع التوتر بشكل مبكر لتقليل مضاعفاته الصحية.

مقالات ذات صلة