تُظهر دراسة حديثة منشورة في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية أن أوراق ستيفيا يمكن أن تسهم بشكل فعال في الوقاية من سرطان البنكرياس. إذ اكتشف الباحثون أن تخمير ستيفيا باستخدام بكتيريا موجودة في أوراق الموز يعزز من فعاليتها ويستهدف الخلايا السرطانية بشكل انتقائي، مع الحفاظ على سلامة الخلايا الكلوية السليمة.
نتائج الدراسة وتطبيقاتها المحتملة
قارن فريق البحث بين مستخلص ستيفيا الطبيعي والنسخة المخمرة التي أُطلق عليها اسم FSLE، ووجد أن الأخيرة تتفوق في جميع الاختبارات، حيث قضت على خلايا سرطان البنكرياس (PANC-1) بفعالية، مع تأثير طفيف على الخلايا السليمة حتى عند الجرعات العالية. تميزت FSLE أيضًا بخصائص مضادة للأكسدة قوية، إذ حدّت من الجذور الحرة بنسبة 94%، ما يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي المرتبط بتطور السرطان.
يتم تحويل مركبات الكلوروجينك أثناء التخمير إلى إستر ميثيل حمض الكلوروجينك (CAME)، الذي وُجد أنه أكثر فاعلية في وقف نمو الخلايا السرطانية وتحفيز تدميرها الذاتي، مما يعزز إمكانية استخدام ستيفيا المخمرة في علاج السرطان، خاصةً تلك الأنواع صعبة العلاج مثل سرطان البنكرياس.
خصائص ستيفيا واستخداماتها المستقبلية
يُستخلص ستيفيا من أوراق شجيرة ستيفيا ريبوديانا، موطنها الأصلي أمريكا الاستوائية، ويُعد بديلًا منخفض السعرات للسكر، أحلى منه بين 50 و300 مرة، كما أنه مستقر حراريًا ودرجة حموضته ثابتة، غير قابل للتخمير. بفضل التخمير، يمكن تحويل مستخلصها إلى مركبات فعالة ضد السرطان دون المساس بالخلايا السليمة، هذا التغيير يتم بفضل إنزيمات من سلالة بكتيرية تُسمى SN13T.
الخطوات التالية والأبحاث المستقبلية
يخطط الفريق العلمي لنقل نتائج الدراسة من المختبر إلى التجارب الحية، حيث سيجرون دراسات على الفئران قريبًا، لاختبار قدرة ستيفيا المخمرة على العمل داخل أنظمة الأيض والمناعة المعقدة. هذا التوجه يهدف لتطوير علاج فعال وآمن لسرطان البنكرياس وغيره من الأورام الصعبة، باستخدام مركبات طبيعية محسنة عبر التخمير.