أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة ييل الأمريكية أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ومرض السكر عالي الكثافة، يمكن أن يؤثرا سلبًا على قدرة النساء على الرضاعة الطبيعية، ويزيدا من احتمالية التوقف عنها.
ارتباط ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بالفشل في الرضاعة
تكشف الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، خاصة إذا كان مصاحبًا بمرض السكري عالي الكثافة (HDP)، يكن أكثر عرضة لعدم بدء الرضاعة أو التوقف عنها بشكل مبكر، مقارنةً بغير المصابات. إذ تشير النتائج إلى أن احتمالية عدم الرضاعة تزداد بنسبة 11%، وأن احتمالية التوقف عن الرضاعة خلال الأشهر التالية تزيد بنسبة 17%. كما أن مدة استمرار الرضاعة تنقص بمعدل 17 أسبوعًا لدى النساء المصابات بالمشكلة.
الصعوبات التي تواجهها الأمهات في الاستمرار بالرضاعة
تشير الدراسات إلى أن نسبة بدء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة تصل إلى 83% في الولايات المتحدة، إلا أن فقط 25% منهن يواصلنها خلال الستة أشهر الأولى، وهو المدى الموصى به من قبل المنظمات الصحية. يعود ذلك إلى تحديات عدة، من بينها سياسات إجازة غير كافية، نقص التثقيف الصحي، والمشكلات السياسية والإدارية التي تعرقل مسيرة الرضاعة، خاصة في الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة.
تأثير الأمراض المرتبطة على نتائج الرضاعة
تؤثر أمراض أخرى مصاحبة للأمهات، مثل سكر الحمل والسكري المزمن، سلبًا على نتائج الرضاعة، إلا أن المعلومات عن مدى تأثير داء السكري عالي الكثافة على ذلك غير كافية، على الرغم من انتشاره الواسع بين النساء الحوامل في الولايات المتحدة.
تحليل البيانات ودلالاتها
اعتمد الباحثون على نظام تقييم مخاطر الحمل (PRAMS)، الذي يستطلع آراء النساء بعد حوالي أربعة أشهر من الولادة. شملت العينة 205,247 مشاركة أنجبن خلال الفترة من يناير 2016 حتى نوفمبر 2021، وقدمن معلومات عن حالات ارتفاع ضغط الدم، التوقف عن الرضاعة، وتسمم الحمل.
نتائج الدراسة وتوصياتها
أظهرت النتائج أن النساء المصابات بمرض السكري عالي الكثافة أكثر عرضة لعدم الرضاعة بشكل نهائي، وللتوقف المبكر عنها، مع أن مدة التوقف قصيرة بمعدل 17 أسبوعًا مقارنةً بغير المصابات. ولتحسين الوضع، توصي الدراسة بتقديم استشارات مخصصة قبل الولادة، خاصة للنساء اللاتي يواجهن عوامل خطر قد تؤدي إلى نتائج سيئة في الرضاعة.