تُدرك الكثيرون مع حلول الصيف أن الحميات الغذائية قد تساعد على خسارة الوزن الزائد وتتحكم في شكل الجسم. ولكن، تعتمد بعض الأنظمة على مبدأ تناول نوع واحد فقط من الطعام لفترة محددة، بهدف تقليل الوزن بسرعة.
الحميات الغذائية الأحادية
تقتصر هذه الحميات على نوع واحد من الطعام، مثل الأناناس، التفاح، البطيخ، الخوخ، أو الخرشوف، بالإضافة إلى خيارات تعتمد على الحبوب مثل الأرز أو على البروتين مثل التونة والحليب. يسهل الحصول عليها، وتوعد بنتائج سريعة، مما يزيد من رغبة الناس في اتباعها.
فقدان الوزن السريع والمؤقت
تؤدي تقليل السعرات بشكل كبير إلى خسارة الوزن بسرعة، لكن سرعة هذه النتائج تكون غالبًا نتيجة فقدان الماء والعضلات، لا دهون الجسم. مع استعادة الشخص لنظامه الطبيعي، يعود الوزن غالبًا بسرعة، ويطلق على ذلك تأثير الارتداد. كما أن خسارة العضلات تتسبب في اضطرابات أيضية وتقليل فعالية الجسم.
آليات الجسم عند اتباع حميات صارمة
يفقد الجسم احتياطي الجليكوجين، وهو مخزون الجلوكوز، ليحافظ على مستوياته، ثم يبدأ بحرق العضلات لإنتاج الجلوكوز عبر الأحماض الأمينية. مما يؤدي إلى تدهور الكتلة العضلية وظهور مشاكل صحية أخرى. لذا، غالبًا ما يكون فقدان الوزن بسبب المياه والعضلات وليس الدهون، وهو مؤقت وسريع العودة إليه بعد توقف الحمية.
فوائد وأضرار الحميات الأحادية
رغم أن بعض الأشخاص يشعرون بخفة أو تحسن في الهضم، ليست هناك أدلة علمية قوية على فوائد دائمة لها، وغالبًا ما يكون تحسين الشعور ناتجًا عن استبعاد الأطعمة المصنعة، وليس من النظام ذاته. أما “التخلص من السموم” المزعوم، فهو وهمي، ولا يثبت علميًا أن الحميات تُطهّر الجسم أو تُحسن وظائفه بشكل دائم.
خطورة هذه الأنظمة
تُعد الحميات الأحادية خطيرة جدًا، خاصة إذا استمرت، إذ تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الفيتامينات، والمعادن، وتؤدي إلى مشاكل هضمية، اضطرابات هرمونية، وانحلالات في توازن الأملاح. قد تؤدي أيضًا إلى اضطرابات نفسية، مثل فقدان الشهية العصبي، نتيجة العلاقات غير الصحية مع الطعام بسبب القيود والشعور بالذنب.
التأثير على المزاج والصحة النفسية
نقص العناصر الغذائية يمكن أن يُغير نواقل الدماغ، مسببًا تهيجًا، تعبًا، وتأثيرات سلبية على الحالة العاطفية والصحة النفسية. وتروّج وسائل التواصل الاجتماعي لهذا النوع من الحميات رغم خطورتها، خاصةً من قبل المشاهير والمؤثرين، مما يُعطيها مصداقية زائفة ويُشجع على اتباعها.
الخلاصة والتوصية
لا تكشف الدراسات عن فوائد حقيقية أو دائمة للحميات التي تعتمد على نوع واحد من الطعام، بل تؤدي إلى نقص التغذية ومشاكل صحية خطيرة إذا استمرت لفترات طويلة. لذلك، لا يُنصح باتباعها، والأفضل هو اعتماد نظام غذائي متوازن ومتنوع، مع ممارسة النشاط البدني، واتباع عادات صحية للحفاظ على وزن صحي ومستدام.