رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة بريطانية تحذر من أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ستسبب ملايين الوفيات بحلول عام 2050

شارك

تدهور الصحة العالمية وتكاليف اقتصادية عالية بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

تُظهر دراسة موثقة من الحكومة البريطانية أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تمثل تهديدًا خطيرًا يعرض حياة ملايين الأشخاص حول العالم للخطر، حيث يُقدّر أن الوفيات نتيجة لهذه المقاومة ستزيد بنسبة تصل إلى 60% بحلول عام 2050، مع تكاليف اقتصادية تقترب من 2 تريليون دولار سنوياً. يؤدي هذا التدهور الصحي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وزيادة عدد حالات الدخول للمستشفيات، فضلاً عن تقليص فاعلية العلاجات الطبية، مما يجعل حالات الشفاء أكثر صعوبة ويهدد باستنزاف الموارد الصحية والمالية.

مخاطر مقاومة المضادات الحيوية وتأثيرها على الاقتصادات العالمية

تُفيد نتائج الدراسة بأن ارتفاع معدلات مقاومة مضادات الميكروبات قد يسبب خسائر اقتصادية سنوية تقدر بمليارات الدولارات، حيث تقدر أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يتراجع بمقدار 1.7 تريليون دولار خلال الربع قرن القادم. وأكد الباحثون أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ستكون من بين الأكثر تضررًا، حيث ستؤدي مقاومة البكتيريا للدواء إلى موجات من الأمراض المعدية التي يصعب علاجها، مما يفرض على الأنظمة الصحية تكاليف أكبر ويزيد من العبء الاقتصادي العام.

تأثير نقص المساعدات الانمائية على زيادة المقاومة وخطر الأوبئة

لفتت الدراسة إلى أن تقليل التمويل المخصص للمساعدات الإنمائية من قبل بعض الدول، مثل انخفاض نسبة المساعدات من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، سيساهم في ارتفاع مستويات مقاومة البكتيريا، حيث ستتفاقم المشكلة ويتزايد انتشار الأمراض المعدية. وإذا استمرت السياسات الحالية، فإن عدد الوفيات الناتجة عن مقاومة مضادات الميكروبات قد يرتفع بشكل كبير، مما يهدد حياة الملايين ويزيد من خطر انتشار الأوبئة التي يصعب السيطرة عليها، الأمر الذي يتطلب استثمارًا أكبر في مكافحة العدوى والعلاجات الفعالة.

توقعات زيادة الوفيات وتأثيرها على الصحة العامة والاقتصاد

بحسب معهد القياسات الصحية والتقييم، فإن مقاومة المضادات الحيوية ستؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات الوفيات، حيث من المتوقع أن ينوف عدد الوفيات حول العالم إلى 1.34 مليون شخص في الولايات المتحدة و184 ألف شخص في المملكة المتحدة سنويًا بحلول عام 2050، كما ستزداد حالات الإصابة بأمراض خطيرة ومتقدمة، مما يعقد جهود العلاج ويزيد من استهلاك الموارد الصحية، إلى جانب ارتفاع التكاليف المرتبطة بعلاج تلك الإصابات التي لا تستجيب للعلاج الطبيعي.

أثر المقاومة على المستشفيات والتكاليف المرتبطة بالعلاج

تُسبب الجراثيم المقاومة زيادة ملحوظة في عدد حالات الدخول إلى المستشفيات، مع فترات إقامة أطول ونفقات علاجية أكبر، حيث تتطلب حالات العدوى مقاومة للمضادات الحيوية علاجًا أكثر تعقيدًا ويكلف أكثر مقارنة بالعلاج التقليدي، إذ تصل تكاليف علاج العدوى المقاومة إلى ضعف نفقات علاج العدوى التي يمكن علاجها بمضادات فعالة، مما يضع ضغطًا كبيرًا على الأنظمة الصحية والميزانيات.

يُبرز هذا الوضع ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار المقاومة، من خلال تعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير لأدوية جديدة، ورفع مستوى الوعي العام حول أهمية المحافظة على فعالية المضادات الحيوية، لتجنب كارثة صحية واقتصادية قد تتفاقم في المستقبل.

مقالات ذات صلة