تظهر دراسة حديثة أن القيام بنشاط بدني بسيط لا يتجاوز ثلاث دقائق يوميًا يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. فهذه الفترات القصيرة من الحركة تزيد من فرص تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقلل احتمالية الوفاة الناتجة عن أمراض القلب، حيث تشير النتائج إلى أن حتى الحركة الخفيفة التي نقوم بها يوميًا، مثل صعود السلالم أو التنظيف، يمكن أن تكون لها فوائد كبيرة.
يوضح الدكتور إيمانويل ستاماتاكيس، الباحث في الدراسة وأستاذ صحة السكان، أن النشاط البدني العرضي هو أي حركة نقوم بها تلقائيًا يوميًا، غير رياضية، مثل المشي، أو حمل الأغراض، أو أداء الأعمال المنزلية. من الأمثلة على ذلك صعود السلالم، المشي السريع، أو تنظيف المنزل باستخدام المكنسة. نظرًا لقلة ممارسة الكثيرين للتمارين الرياضية المنتظمة، أراد الفريق معرفة ما إذا كانت تلك النشاطات اليومية البسيطة يمكن أن تساهم في تحسين صحة القلب على المدى الطويل.
نتائج الدراسة وأهميتها
فحص الباحثون بيانات أكثر من 24 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، بدون أي أمراض قلب سابقة، وارتدى المشاركون خلال سبعة أيام أجهزة لقياس سرعة ضربات القلب، وصنفوا نشاطاتهم إلى خفيفة، ومتوسطة، وشاقة. أظهرت البيانات أن ممارسة نشاط بدني شاق لمدة متوسطها حوالي 4.6 دقائق يوميًا، والنشاط المعتدل لمدة أكثر من 23 دقيقة، ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة الناجمة عنها بنسبة تصل إلى 50%. كما بينت النتائج أن دقيقة واحدة من النشاط الشاق تعادل تقريبًا من 2.8 إلى 3.4 دقائق من النشاط المعتدل، أو 35 إلى 48 دقيقة من الحركة الخفيفة، بمعنى أن فترات قصيرة من الحركة المجهدة لها تأثير كبير في تحسين صحة القلب.
وبالاعتماد على هذه النتائج، يمكن القول إن مجرد ثلاث دقائق يوميًا من النشاط المعتدل أثناء القيام بأعمال منزلية بسيطة قد تساعد في تقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب بشكل ملحوظ. فضلاً عن ذلك، فإن استغلال الفرص الحياتية لزيادة مستوى النشاط، مثل استخدام السلالم بدلًا من المصاعد، أو ركن السيارة بعيدًا، يعزز من وظائف القلب ويحسن من استجابته للأحداث الصحية المختلفة، مما يقي من مخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية.
