يعاني بعض الأشخاص من مشكلة التعرق المفرط على الوجه أو فروة الرأس، وهو وضع يتسم بفرز جسم الإنسان الكثير من العرق في هذه المناطق بدون وجود سبب واضح، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو بذل مجهود بدني. غالبًا ما يحدث هذا التعرق بشكل مفاجئ أو مستمر ويصعب السيطرة عليه، مما يسبب الإحراج ويسبب أضرارًا نفسية وجسدية.
أسباب التعرق المفرط في الوجه والرأس
يُعتقد أن سبب التعرق المفرط مرتبط بفرط في استجابة الأعصاب التي تنشط الغدد العرقية، حيث يحدث نوع من التعرق غير مرتبط بمرض عضوي واضح ويعرف بفرط التعرق الأساسي. أما فرط التعرق الثانوي، فينجم عن حالات صحية أخرى مثل اضطرابات في الغدة الدرقية ومرض السكري، أو بعض أنواع السرطان، أو التغيرات الهرمونية كما يحدث خلال سن اليأس، بالإضافة إلى التوتر والقلق النفسي، مما يرفع من مستوى التعرق بشكل غير طبيعي.
التأثيرات السلبية للتعرق المفرط
يؤدي هذا التعرق إلى تهيج الجلد بسبب الرطوبة المستمرة، مما يرفع احتمالية الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية، ويظهر أحيانًا بثور أو حب شباب. من الناحية النفسية، يفقد الشخص ثقته بنفسه ويشعر بالقلق من التفاعل مع الآخرين، مما يدفعه أحيانًا للابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية ويعزل نفسه عن الحياة الطبيعية.
طرق التشخيص والاختبارات
يبدأ الطبيب بتقييم الحالة من خلال سؤال المريض عن طبيعة الأعراض وتاريخها، وقد يطلب إجراء تحاليل مثل فحص وظيفة الغدة الدرقية أو مستوى السكر في الدم للتحقق من أسباب عضوية محتملة. التشخيص الدقيق يساعد في وضع خطة علاج مناسبة للحالة.
خيارات العلاج المتاحة
تشمل العلاجات المتوفرة الكريمات الموضعية التي تقلل من نشاط الغدد العرقية وتساعد على تقليل التعرق، وتستخدم بشكل مباشر على الأماكن المعنية. وفي الحالات الأكثر حدة، يُلجأ إلى حقن البوتوكس الذي يقلل الإشارات العصبية التي تحفز الغدد على إفراز العرق، وتبقى مفعولية هذه الحقن عدة شهور. كما يمكن وصف أدوية فموية تكون عادة للمراض الشديدة، لكن استخدامها قد يصاحب بعض الآثار الجانبية مثل جفاف الجلد أو اضطرابات أخرى. ينبغي استشارة الطبيب لتحديد الخيار الأنسب للحالة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ضرورة مراجعة الطبيب تبرز إذا كان التعرق المفرط يؤثر على جودة حياة الشخص، ويمنعه من أداء أنشطته اليومية، خاصة لو تصاحب بأعراض غير معتادة أو تظهر بشكل مفاجئ من غير سبب واضح. كما يُنصح بزيارة الطبيب إذا تكرر التعرق بشكل غير مبرر أو صاحبه إحساس بعدم الراحة أو تغيرات صحية أخرى، لضمان التشخيص الصحيح والحصول على العلاج الملائم.