يقترب إعلان نتائج الثانوية العامة لعام 2025، وتجد العديد من الطلاب يشعرون بمزيج من التوتر والقلق، خاصة مع مرور سنوات من الجهد والتوقعات العائلية، وربما المقارنات مع أصدقاء آخرين. من الطبيعي أن يسيطر القلق على النفوس، ولكن من المهم أن يدير الطلاب هذه المشاعر بشكل إيجابي، ويستغلوا هذه اللحظة فرصة لبداية جديدة مليئة بالأمل والتفكير في المستقبل بشكل هادئ ومتزن.
توقعات وقلق طبيعي ولكن قابل للإدارة
يدرك الكثير من الطلاب أن نتائج الثانوية تثير الكثير من الترقب، وهو أمر طبيعي، لكن المهم هو التعامل معها بشكل صحيح للحفاظ على الصحة النفسية. فهذه المرحلة لا تحدد مصير الطالب بالكامل، وإنما هي جزء من مسيرة تعليمية وتقييم لجهوده وحتى أخطائه يمكن الاستفادة منها لتحسين الأداء مستقبلاً. لذلك، من المهم أن يظل الطالب واثقًا من قدراته ولا ينساق وراء مخاوفه أو مقارناته مع غيره، بل يركز على ما يمكن عمله بعد ظهور النتائج.
نصائح نفسية للتعامل مع النتيجة
ينصح خبراء الصحة النفسية بعدم التسرع في إصدار الأحكام أو اتخاذ قرارات مستقبلية بشكل سريع، إذ ينبغي أن يأخذ الطالب فرصة لتهدئة مشاعره واستيعاب النتيجة، سواء كانت جيدة أم ضعيفة. فمشاعره طبيعية من ضيق أو إحباط، وهذه ليست علامة على ضعف، بل دليل على أن هذا الجانب مهم بالنسبة له. يجب أن يمنح نفسه وقتًا لاستيعاب المشاعر قبل التطرق لأي خطوات قادمة. ومن الضروري أن يتجنب مقارنة نفسه بالآخرين، فلكل طالب ظروفه الخاصة، وتعلم الاختلاف هو سر النجاح.
الدعم والتواصل خطوة مهمة
يشجع المختصون على الحديث مع شخص موثوق به، سواء كان أحد الوالدين، أخًا أكبر، مدرسًا، أو مختصًا نفسيًا، لمشاركة المشاعر والتفكير فيما لو كانت هناك مخاوف أو قلق زائد. فالبوح يعزز من تخفيف التوتر، ويمنح فرصة لنصائح قيمة تساعد على ترتيب الأفكار بشكل أكثر وضوحًا. كما يُنصح بالابتعاد عن التفكير المفرط بالماضي، والاستفادة من النتائج لتحديد نقاط القوة التي يمكن تعزيزها، والنقاط الضعف التي يمكن تحسينها في المرحلة التالية.
استعداد للمراحل القادمة وخيارات متنوعة
ينصح بتخصيص وقت لتحديد رغباتك المستقبلية، بداية من اختيار التخصص المناسب الذي يميل إليه قلبك وعقلك، والتواصل مع مختصين للتعرف على البدائل المختلفة والتخطيط بشكل مرن للمسار التعليمي والمهني. من الضروري أن تتواصل مع الأصدقاء والجبهة الاجتماعية، وتحافظ على أنشطة خفيفة تفرغ فيها التوتر، مثل المشي أو الرسم أو الكتابة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، الاهتمام بالصحة البدنية والنفسية من خلال النوم المنتظم، والأكل الصحي، والتنفس العميق، كلها عوامل تؤثر إيجابيًا على استقرار الحالة النفسية.
الطموح وتوسيع الأفق
لا ينبغي أن يقتصر طموحك على شهادة جامعية واحدة فقط، فاليوم تتنوع الفرص وتتغير طرق النجاح، التي لا تقاس فقط بالدرجات. فالمرونة، والاجتهاد، وتعلم المهارات الجديدة، كلها عوامل مهمة لبناء مستقبل ناجح. فكر في الخطوة التالية من منصتك الحالية، وضع خطة واضحة لما تريد أن تكون عليه في المستقبل، مع إدراك أن النجاح الحقيقي يتطلب تطوير الذات والاستعداد لمواجهة تحديات المدى الطويل.