رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

بالفيديو.. حقيقة مطاردة الشرطة الأمريكية لمواطن سرق دبابة

شارك

انتشر مقطع فيديو تشاركه مواقع التواصل الاجتماعي  يتضمن مشاهد عن دبابة تسير في الشارع بسرعة  بينما تلاحقها سيارات الشرطة. ، مصحوبًا بمزاعم بأن “الشرطة الأمريكية تلاحق مواطنا سرق دبابة” ، في حادث شهدته الولايات المتحدة مؤخرًا خلال المظاهرات على مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس، وان هذا الفيديو لا علاقة له اطلاقاً بالاحتجاجات الأخيرة في أميركا، وهو قديم جدًّا، بحيث يعود الى أيار95 19.

 

انتقل الفيديو بسرعة البرق على جميع مواقه التواصل الاجتماعي المختلفة، وقد أُرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): “امريكا… الشرطة تطارد مواطن سرق دبابة”، وايضا “الشرطة الأمريكية تلاحق مواطن سرق دبابة”، في واقعة شهدتها الولايات المتحدة اخيراً خلال الاحتجاجات على مقتل المواطن الاميركي الاسود جورج فلويد في مينيابوليس أخيرا.

 

وقامت الوسائل الإعلامية بالتحرى عن الفيديو بواسطة تجزئة المقطع إلى مشاهد ثابتة (Invid)، تمكنت من ايجاده لدى حساب القناة الأميركية CBS8، في منصة Picuki، وايضا في حسابها في يوتيوب (هنا، 10 شباط 2020). وقد أرفقته بالشرح الآتي: “هل تتذكرون (واقعة) اجتياح الدبابة عام 1995؟ منذ نحو 25 عامًا، سرق أحد المحاربين القدامى في الجيش شون نيلسون Shawn Nelson دبابة أم-60 باتون/ M-60 Patton، وأرهب شوارع سان دييغو لمدة 23 دقيقة، تخللها تحطيم سيارات وتدمير أعمدة الإنارة. يعيد بودكاست جديد النظر الى ذلك الحدث الذي صدم سكان سان دييغو وخارجها. التقط المصوّر الصحافي في نيوز 8/ News 8 جو ويدمان Joe Wiedemann هذه المشاهد، وشارك في ذكرياته عن ذلك اليوم المرعب في البودكاست”.

 

 

وروجتCBS8 الأميركية، رابطا لمقالة عن البودكاست (هنا، 10 شباط 2020). “يوم الدبابة كان بالتأكيد أكثر خطورة بالنسبة الي من أي قصة أخرى توليت تغطيتها”، يقول المصوّر ويدمان. ويتدارك: “لم أكن قريبًا أبدًا من شيء لم تكن لدي أي فرصة لأن أحمي نفسي منه”.

 

 

التاريخ: 17 أيار 1995. في ذلك اليوم، قاد المحارب القديم في الجيش شون نيلسون (1959-1995) سيارته من نوع فان شوفروليه الى مستودع أسلحة الحرس الوطني لكاليفورنيا في بولفار ميسا كولدج في سان دييغو، و”دخل عنوة ثلاث دبابات مقفلة، ونجح في اشعال محرك احداها، واجتاح بها سياجا”، وفقا لما نقلت “لوس أنجليس تايمز” عن الشرطة يومذاك (19 أيار 1995)، قبل ان ينطلق بها في شوارع سان دييغو

 

وكانت الحصيلة “22 دقيقة وستة أميال من الخراب”، بتعبير الصحيفة. “صدم نيسلون ما لا يقل عن 40 سيارة، مما أدى إلى إصابة أم وطفل بجروح طفيفة بعدما اصطدم بشاحنتهما. حاول صدم سيارات الشرطة التي كانت تلاحقه، ارتطم بجسور وأعمدة المرافق وصنابير الحريق، وأضواء الإشارة… وأخيرًا بمرفق اسمنتي لطريق سريع، حيث غرقت الدبابة بسحابة من الغبار”

 

مطاردة مرعبة. بعدما رفض نيلسون الاستسلام، “أطلق شرطي رصاصة واحدة على الدبابة، وأصابه بجروح قاتلة أعلى كتفه الأيمن”، وفقا للشرطة. وتوفي نيسلون في وقت لاحق من ذلك اليوم في شارب ميموريال هوسبيتال، متأثرا بإصابته (اسوشيتد برس، يو بي آي 18 ايار 1995، نيويورك تايمس، 19 أيار 1995)

 

لماذا قام نيلسون بفعلته تلك؟

 

أوردت صحيفة “لوس انجليس تايمز” أن “الشرطة والأصدقاء قالوا إن نيسلون تكلم على الانتحار، وكان يعاني مشاكل عائلية ومالية و(ادمان) المخدرات”. ووفقا لشقيقه سكوت، كان “شون يتعاطى منذ عامين المخدرات والكحول”. في السنوات الأخيرة، مات والداه بسبب السرطان، و”فقد وظيفته وكسر رقبته في حادث”، على ما أورد للصحافيين، مشيرا الى أنه “كان على وشك ان يطرد من منزله”. ونقل عن محقق في الطب الشرعي ان “رائحة كحول كانت تفوح من شون يوم مقتله”

 

28 أيار 2020: صدامات في مينيابوليس بعد مقتل أميركي أسود على يد الشرطة: غضب ومطالبات بتحقيق العدالة (أ ف ب)

 

ونتج عن اكتشاف حقيقة الفيديو أن أقاويل “الشرطة الاميركية تطارد مواطنا سرق دبابة”، في واقعة شهدتها الولايات المتحدة أخيرا خلال المظاهرات على مقتل المواطن الاميركي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس،شائعات لا أساس لها من الصحة ومزاعم مضللة، خاطئة. الواقعة لا علاقة لها اطلاقا بالاحتجاجات الأخيرة في أميركا، والمقطع المصوّر قديم جدًّا، ويعود الى 17 أيار 1995

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة