رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

اختبار جيني جديد يكشف احتمالية إصابة الأطفال بالسمنة بعد البلوغ

شارك

دراسة حديثة تكشف عن اختبار جيني يمكن إجراؤه في مرحلة الطفولة لتوقع خطر السمنة

أوضح بحث جديد أن من الممكن إجراء فحوصات جينية في مرحلة الطفولة للكشف عن احتمالية إصابة الطفل بالسمنة، وتقييم مدى استجابته للعلاجات المختلفة، مما يُسهل التدخل المبكر للوقاية من المشكلة. تم جمع بيانات جينية من أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم، وهي أكبر مجموعة متاحة حتى الآن، وشملت الدراسة إنشاء ما يسمى درجة المخاطرة الجينية المتعددة، والتي تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الوراثية المرتبطة بزيادة مؤشر كتلة الجسم عند البلوغ.

أشار الباحثون إلى أن بعض الاختلافات الجينية تؤثر على كيفية تخزين الجسم للدهون أو تفضيله لتناول الطعام بكميات زائدة، كما يمكن أن تتنبأ بمدى استجابة الشخص للأدوية المخصصة لإنقاص الوزن. وتعد هذه النتائج مهمة لأنها تمكن من توقع خطر الإصابة بالسمنة قبل بلوغ سن الخامسة، وهو أمر مهم للوقاية المبكرة.

مميزات الدراسة وأهميتها

تمت الدراسة بالتعاون بين أكثر من 600 باحث من مختلف أنحاء العالم، وجمعت بيانات من أكثر من خمسة ملايين فرد، مما جعلها الأكبر والأكثر تنوعًا حول العالم. استطاع الباحثون من خلال تحليل البيانات تطوير أدلة طويلة المدى حول العوامل الوراثية المرتبطة بزيادة مؤشر كتلة الجسم، والتي يمكن استعمالها للتنبؤ بخطر السمنة في مراحل مبكرة. أكدت الباحثة روث لوس أن التدخل المبكر خلال الطفولة هو الأكثر فاعلية للوقاية من السمنة وأضرارها الصحية.

انتشار السمنة وتداعياتها

تأتي نتائج الدراسة في ظل تزايد معدلات السمنة عالميًا، حيث تضاعفت معدلات الإصابة بالسمنة منذ عام 1990، وتضاعفت بين المراهقين أربع مرات. يعاني حوالي 16% من البالغين من السمنة، وتصل النسبة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 40%. وهذه الظاهرة تشكل تحديًا صحيًا كبيرًا، إذ تؤدي إلى مشكلات صحية متعددة، وتزيد من أعباء نظم الصحة العامة.

فعالية الاختبار الجيني الجديد

يتميز الاختبار الجديد بأنه أكثر دقة وكفاءة بحوالي مرتين من الطرق التقليدية التي يستخدمها الأطباء حاليًا. وتمثل نتائجه أن حوالي 8.5% من خطر الإصابة بزيادة مؤشر كتلة الجسم يمكن تفسيره من خلال العوامل الجينية المتعددة، فيما رفع الاختبار نسبة التنبؤ إلى 17.6%. وباستخدام هذا النموذج، يمكن تحديد أكثر من 80% من مخاطر السمنة لدى الشخص، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل البيئة والنظام الغذائي والتمارين الرياضية التي تؤثر أيضًا على الحالة الصحية.

مقالات ذات صلة