تتغير الأجسام أثناء الحمل بشكل ملحوظ، ويصاحب هذه التغيرات العديد من الأعراض والتحديات، حيث تعاني بعض النساء من غثيان الصباح، التعب، آلام الظهر، وتقلبات المزاج. وفي حالات أكثر حدة، قد تتعرض النساء لمضاعفات مثل تسمم الحمل وسكري الحمل. ومن بين الأعراض الشائعة والمزعجة، تورم القدمين الذي يظهر غالبًا مع تقدم الحمل.
ما أسباب تورم القدمين أثناء الحمل؟
يحدث تورم القدمين خلال الحمل نتيجة لزيادة حجم الدم واحتباس السوائل، مما يضغط على الأوعية الدموية ويؤدي إلى تسرب السوائل إلى الأنسجة المحيطة، وهو أمر طبيعي إلى حد كبير. كما يؤدي الرحم المتنامي إلى ضغط على الأوردة، مما يعيق تدفق الدم ويزيد من تراكم السوائل في القدمين والكاحلين. وتساهم التغيرات الهرمونية في احتباس الجسم للماء، مما يزيد من احتمالية التورم.
خطر تسمم الحمل عند النساء الحوامل
تسمم الحمل هو من المضاعفات الخطيرة التي تتميز بارتفاع ضغط الدم وتلف الأجهزة الحيوية، ويحتوي على أعراض تشمل تورم الجسم، خاصة الوجه واليدين، ويكون التورم المفاجئ أو الشديد علامة مهمة تستدعي الانتباه، خصوصًا إن اقترن بصداع حاد، تغيرات في الرؤية، أو ألم بالبطن. لكن، يجب مراقبة ضغط الدم بشكل مستمر، إذ أن وجود تورم القدمين وحده ليس مؤشراً قطعيًا على الإصابة بتسمم الحمل، وإنما يعتبر من العلامات التي تتطلب مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض أخرى.
كيفية تقليل تورم القدمين أثناء الحمل؟
تستطيع الحامل تقليل التورم عن طريق رفع القدمين عند الجلوس، مع الحرص على شرب كمية كافية من الماء لتجنب الجفاف، وتجنب تناول الأطعمة المالحة التي تساهم في احتباس السوائل. كما يُنصح بممارسة التمارين البسيطة بشكل منتظم، وارتداء أحذية مريحة، واستعمال جوارب الضغط التي تساعد على تحسين تدفق الدم. وفي الحالات التي يصاحبها ارتفاع في ضغط الدم، أو صداع شديد، أو تغيرات في الرؤية، يجب استشارة الطبيب فورًا لأخذ الإجراءات اللازمة.
التغييرات الغذائية الضرورية أثناء الحمل
تلعب التغذية دورًا هامًا في إدارة التورم والصحة العامة للحامل، إذ يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية معتدلة من الملح، مع تجنب الأطعمة المالحة بشكل مفرط مثل المخللات والأطعمة المقلية. ويعتبر ترطيب الجسم بشكل جيد ضروريًا، إذ يمكن أن يساعد شرب حوالي لترين ونصف من الماء يوميًا على تقليل التورم وإخراج السموم من الجسم. بالرغم من أن شرب الكثير من الماء قد يبدو غريبًا، إلا أنه يساهم في تحسين توازن السوائل ويعزز صحة المرأة الحامل بشكل عام.