عندما تصاب بالحمى، غالبًا ما تكون لمدة يوم أو يومين ثم تقل تدريجيًا، وإذا استمرت دون أن تهدأ، يطلب الطبيب فحوصات لتحديد السبب. عادةً، تكون الحمى ناتجة عن عدوى بفيروس أو بكتيريا، ولكن قد تظل مستمرة بدون سبب واضح، وهو ما يثير القلق بشأن وجود احتمال مرتبط بسرطان الكلى.
العلاقة بين سرطان الكلى والحمى
يُربط سرطان الكلى أحيانًا بظهور الحمى، خاصةً عندما تتكرر الحمى من غير سبب معروف. يُعرف هذا النوع من الحمى بالحمى مجهولة المصدر. في حالات نادرة، يكون سرطان الكلى هو السبب الرئيسي وراء الحمى المتكررة، ويكون عادةً في مراحله المتقدمة حيث يكون السرطان صامتًا ولا تظهر علاماته بشكل واضح إلا في مراحل متأخرة، وغالبًا يُكتشف صدفة خلال الفحوصات العلاجية أو التصوير الطبي.
متلازمة الأباعد الورمية
تُعتبر من الظواهر المرتبطة بسرطان الكلى، وتتمثل في مجموعة من الأعراض غير المباشرة التي يسببها السرطان، نتيجة إفراز مواد كيميائية من الورم أو استجابة جهاز المناعة، وتظهر هذه الأعراض بشكل غير موضعي، أي ليست ناتجة عن مكان الورم مباشرة.
متى يتطلب الأمر القلق من وجود سرطان الكلى؟
يميل سرطان الكلى إلى أن يكون بلا أعراض واضحة في مراحله الأولى، حيث يظهر عادةً مع نمو الورم وجود ألم في الخاصرة، وكتلة في منطقة الكلى، ونزيف في البول، أو تغيرات في البول. مع تقدم المرض، تظهر علامات أكثر وضوحًا، مثل فقدان الوزن، التعب، فقر الدم، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم. الحمى غير المعتادة، التي لا سبب واضح لها، تحدث عند حوالي 20% من المرضى، وتكون غالبًا مرتبطةً بأعراض جهازية، مثل فقدان الوزن والتعرق الليلي والتعب العام.
لماذا تحدث الحمى في حالات سرطان الكلى؟
تحدث الحمى المزمنة والمتكررة عند المصابين بسرطان الكلى نتيجة إفراز السيتوكينات الالتهابية، مثل الإنترلوكين-6، التي تؤثر على تنظيم درجة حرارة الجسم. غالبًا ما يُساء تفسير الحمى على أنها عدوى، ويُعالج المريض بالمضادات الحيوية، مما يعرقل التشخيص الصحيح للسرطان. وأحيانًا، تظهر أعراض مثل التعب، وفقدان الوزن، وفقر الدم، وارتفاع الكالسيوم، أو اضطرابات نادرة في وظائف الكبد، وكلها تشير إلى تمدد المرض وأهميته في عملية التشخيص.
تشخيص سرطان الكلى والأعراض المبكرة
يظل سرطان الكلى غالبًا غير مرئي في مراحله المبكرة، حيث لا تظهر أعراض واضحة، ولكن مع تزايد حجم الورم، تبدأ علامات مثل وجود دم في البول، وألم في الخاصرة، وكتلة في المنطقة، في الظهور. غالبًا ما يُكتشف بسرطان الكلى بشكل عرضي خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية. عندما يتقدم المرض، تظهر أعراض مثل التعب، فقدان الشهية، ارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر، وألم في العظام، وارتفاع ضغط الدم، وفقر الدم، وزيادة مستوى الكالسيوم في الدم.
