ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وأهميته
يُعرف ارتفاع الكوليسترول في الدم طبيًا بفرط كوليسترول الدم، وغالبًا لا يسبب أي أعراض واضحة في البداية، لكنه يترتب عليه تضيق الشرايين جميع أنحاء الجسم. عندما يتراكم الكوليسترول، يمكن أن يعوق تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، مما يسبب مشاكل صحية خطيرة كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في حال تطور الحالة بدون علاج.
الأعراض المبكرة والمؤشرات على ارتفاع الكوليسترول
رغم عدم وجود أعراض واضحة غالبًا، يمكن اكتشاف الحالة من خلال علامات مرئية أخرى وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط الكوليسترول العائلي. من هذه العلامات تورم في وتر أخيل، وهو الجزء الخلفي من الكاحل، يحدث نتيجة تراكم الكوليسترول ويظهر ككتل صفراء حول الوتر أو على المفاصل مثل اليدين والركبتين، وتكون هذه الكتل غنية بالكوليسترول ومسماة بالعقيدات الصفراء. كما قد تظهر بقع صفراء صغيرة على الزاوية الداخلية للعين، وتغير لون جزء من القوس القرني في العين، وهو حلقة بيضاء باهتة حول قزحية العين، وتكون غالبًا علامة على ارتفاع الكوليسترول خاصةً عند الشباب.
الفحوصات وطرق الكشف المبكر
يفضل إجراء فحص دم دوري لتقييم مستوى الكوليسترول، حيث أنها الوسيلة الوحيدة الموثوقة لمعرفة الحالة بشكل دقيق. يظل من الضروري مراقبة مستويات الكوليسترول خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من ارتفاعه، حيث قد تكون مستوياتهم مرتفعة جدًا دون أعراض واضحة بسبب عوامل وراثية تؤثر على قدرة الجسم على معالجة الكوليسترول بشكل سليم.
العوامل الوراثية وأهمية الفحص المبكر
يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع الكوليسترول بشكل وراثي مرتبط بجينات معيبة، وهو ما يعرّف بفرط كوليسترول الدم العائلي، حيث ترتفع مستويات الكوليسترول بشكل كبير رغم غياب عوامل خطر أخرى. هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى متابعة دقيقة وعلاج خاص، لأنه رغم عدم وجود علامات واضحة، فإن خطر التعرض لأمراض القلب لا يُستهان به.
طرق الوقاية والعلاج
لا يوجد علاج واحد لارتفاع الكوليسترول، لكن يمكن السيطرة عليه من خلال تغير نمط الحياة بدلاً من الاعتماد فقط على الأدوية. تتضمن التعديلات زيادة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي متوازن يقلل من الدهون المشبعة والكوليسترول، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين. إذا لم يتم التحكم في المستويات بهذه الطرق، يصف الطبيب أدوية مثل الستاتينات التي تساعد على تقليل مستويات الكوليسترول في الدم بكفاءة. من المهم المتابعة الدورية للحالة لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، التي تعتبر نتائج محتملة لارتفاع الكوليسترول غير المعالج.