يعاني بعض الأشخاص من حالة نادرة تسمى الأفانتازيا، حيث يفقدون تمامًا القدرة على تصور الصور في أذهانهم عند سماع قصة أو قراءة رواية، سواء كانت واقعية أو خيالية. تبدأ هذه الحالة عند البعض منذ الولادة، بينما تظهر لدى آخرين في سن متقدمة بعد تعرضهم لصدمة أو مرض. تُعرف الأفانتازيا بأنها حالة نادرة تصيب حوالي 4% من الناس، وأقل من 1% منهم يعانون من أشد أشكالها التي تجعلهم غير قادرين على تكوين أي صور ذهنية.
ما هي الأفانتازيا؟
الأفانتازيا حالة نادرة جدًا حيث يفقد الشخص القدرة على تصور أي نوع من الصور في ذهنه، وتعد أقل من نسبة 1% من المصابين يعانون من هذا الشكل الشديد. لا تزال أسبابها غير واضحة تمامًا، لكن يعتقد بعض العلماء أن الأمر قد يكون مرتبطًا بمشاكل في المناطق الدماغية المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية، أو قد يكون وراثيًا أو ناتجًا عن صدمة نفسية أو مرض في مرحلة معينة من الحياة.
الاختلاف في قدرات التخيل بين الأفراد
تختلف قدرة الناس على التخيل بشكل كبير، فبعض الأشخاص يعجزون تمامًا عن تكوين صور ذهنية، بينما يمتلك آخرون خيالًا واسعًا جدًا يمكنهم من تصور تفاصيل كثيرة. هناك من يعانون من وضوح منخفض في الصور التي يتخيلونها، ويعرف ذلك بفرط الخيال، بينما يكون لديهم آخرون قدرة محدودة على تصور الصور أو تذكرها، مما يؤثر على قدراتهم المعرفية بشكل عام.
أسباب الإصابة بالأفانتازيا
لا تزال الأسباب الدقيقة لمرض فقدان القدرة على التخيل غير معروفة، لكن يُعتقد أنه قد يكون وراثيًا أو ناتجًا عن إصابة أو مرض في الدماغ، أو نتيجة لصدمة نفسية أو مرض نفسي مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق. قد تظهر الحالة بعد التعرض لحادث أو صدمة، أو بسبب حالات مرضية عقلية، ويُشتبه في وجود عناصر عائلية أو وراثية في بعض الحالات. كما أظهرت دراسات أن الأشخاص المصابين بالأفانتازيا قد يعانون من سمات مميزة للتوحد، لكن الحاجة إلى مزيد من البحث لاتزال قائمة لفهم أسبابها بشكل كامل.
أعراض الإصابة بالأفانتازيا
تتفاوت أعراض الحالة من شخص لآخر، فبعض المصابين لا يستطيعون تكوين أي صور ذهنية على الإطلاق، بينما يعاني آخرون من صور غير واضحة أو متقطعة. قد يظهر عليهم صعوبة في تذكر تفاصيل الذكريات أو وجوه الأشخاص، ويمكن أن تتسبب الحالة في مشاكل في الذاكرة أو ضعف الأداء في العمل، بالإضافة إلى احتمالية زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. إلا أن بعض الأشخاص يمتلكون حماية من تذكر الأحداث المؤلمة بشكل واضح، وهو ما قد يكون مفيدًا لهم خاصة في حالات الصدمات النفسية.
هل تتوفر علاجات للحالة؟
حتى الآن، يظل معظم خيارات علاج الأفانتازيا في مرحلة تجريبية، ويعتقد بعض الخبراء أن الحالة ليست مرضًا نفسيًا يستوجب علاجًا، خاصة إذا كانت ناتجة عن أسباب وراثية أو طبيعية. لكن إذا كانت الحالة ناتجة عن صدمة أو مرض نفسي، يمكن علاج السبب الأساسي. التعايش مع الحالة قد يكون صعبًا للبعض، خاصة من يعتمدون بشكل كبير على التصورات الذهنية، ولكن يمكن الاعتماد على مهارات التفكير التحليلي أو تعزيز الحواس الأخرى كوسيلة للتكيف. استشارة طبيب نفسي قد تساعد في التعايش مع الحالة وتقليل تأثيرها على الحياة اليومية.