رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حالة نادرة تفقد المصابين بها القدرة على التخيل.. تعرف على الـ”أفانتازيا”

شارك

يُفقد البعض تمامًا القدرة على تصور الصور في أذهانهم بعد تجربة معينة أو بسبب حالات صحية معينة، وهو ما يُعرف بحالة الأفانتازيا أو العمى الذهني، وهي حالة نادرة تم اكتشافها في القرن العشرين، ولم تُصاغ مصطلحها إلا في عام 2015.

ما هي الأفانتازيا؟

الأفانتازيا هي حالة نادرة تصيب حوالي 4% من الناس، حيث يعجز فيها الفرد عن تكوين صور ذهنية أو تصوّر أي نوع من الصور في ذهنه. أقل من 1% من المصابين يعانون من أشد أشكالها، حيث لا يستطيعون حتى تصور الأشياء بشكل كامل. لا تزال أسباب هذه الحالة غير واضحة، لكن يُشتبه في ارتباطها بمشكلات في دوائر الدماغ المعنية بمعالجة المعلومات البصرية، وقد تكون موجودة منذ الولادة أو تظهر بعد مراحل معينة من الحياة نتيجة حادث أو مرض، أو بسبب حالات عقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات الانفصامية.

أعراض الحالة وكيفية تأثيرها

يعاني من الأفانتازيا غالبًا من صعوبة في تكوين الصور الذهنية أو يكوّن صورًا غامضة، وقد تظهر لديه ومضات غير إرادية من الصور، لكنه يستطيع التفكير بشكل منطقي في مجالات أخرى مثل الرياضيات واللغة. تترافق الحالة مع مشاكل معرفية مثل ضعف الذاكرة، وصعوبة تذكر التفاصيل الدقيقة، وتذكر الوجوه، وضعف الأداء الوظيفي، وزيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب. ومن ناحية أخرى، قد توفر الحالة حماية من تذكر أحداث مؤلمة بشكل واضح، مما قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة.

أسباب الأفانتازيا

لا تزال الأسباب الدقيقة غير معروفة، لكن يُعتقد أن الحالة قد تكون وراثية، أو ناتجة عن صدمة أو حادث، أو نتيجة مرض في الدماغ. كما يمكن أن تكون مرتبطة بحالات صحية عقلية مثل الاكتئاب أو التوتر الشديد، أو لأسباب تتعلق بتاريخ العائلة. بعض الدراسات تشير أيضًا إلى وجود علاقة بين الإفانتازيا وسمات التوحد، لكن البحث مستمر لفهم أكثر.

طرق العلاج والتعايش

حتى الآن، لا توجد علاجات معروفة بشكل كامل لهذه الحالة لأنها تعتبر نادرة جدًا. بعض الخبراء يعتقدون أنها ليست مرضًا يحتاج علاجًا، لكن إذا كانت ناتجة عن سبب معين مثل صدمة أو مرض، فيمكن علاج السبب الكامن. يُعد التكيف مع الحالة مهمة، إذ يمكن للبعض الاعتماد على مهارات تفكير أخرى أو تعزيز حواس أخرى مثل السمع أو الشم. اللجوء إلى طبيب نفسي قد يساعد في تقبل الحالة والتعامل معها بشكل أفضل.

مقالات ذات صلة