رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب بدون جراحة أو أسلاك

شارك

طور الباحثون في أمريكا جهازًا جديدًا لتنظيم ضربات القلب، يتميز بصغر حجمه وسهولته في الاستخدام، حيث يمكن حقنه في القلب عبر الجلد بدون الحاجة إلى جراحة معقدة. يختلف هذا الجهاز عن الأنواع التقليدية بأنه لا يحتوي على أقطاب كهربائية أو أسلاك، ويعمل بواسطة تفاعل كيميائي بين معادن داخل الجسم لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيله، ما يخفف من مخاطر المضاعفات الناتجة عن تركيب الأجهزة القديمة.

ترجع فائدة هذا الابتكار إلى أن الجهاز يمتص تدريجيًا ويذوب بعد فترة من الزمن في الجسم، مما يُجنب الحاجة إلى إزالته جراحيًا. يتصل الجهاز بجهاز تحكم خارجي يثبت على الجلد فوق القلب، وهو مزود بمستشعر يكتشف اضطرابات نظم القلب، ويطلق نبضات تحت الحمراء عبر الجلد والعظام لتصحيح الإيقاع القلبي بسرعة، ويُوقف العمل بعد استعادة المعدل الطبيعي لنبض القلب.

استخدامات الجهاز والتطورات العلمية

يُستخدم هذا الجهاز بشكل مؤقت لدى الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب، أو لدى البالغين بعد جراحات القلب أثناء فترة النقاهة، ويُزال بعد تحسن الحالة. كما يُنصح به للمرضى الذين يعانون من تباطؤ مفاجئ في ضربات القلب بسبب التهاب عضلة القلب أو مضاعفات جراحية، وذلك لتقليل احتمالية المضاعفات الخطرة مثل النزيف أو انخفاض ضغط الدم لاحقًا.

يتكون الجهاز من مولد نبضات مزود ببطارية، ودائرة حاسوبية صغيرة، وسلك واحد أو أكثر متصل بالقلب. عند اكتشاف اضطراب في ضربات القلب، يرسل نبضات من الأشعة تحت الحمراء عبر الجلد لإعادة القلب إلى وضعه الطبيعي، ويُفسح المجال للجهاز بأن يذوب تدريجيًا بعد عدة أسابيع أو شهور، تاركًا خلفه مخلفات غير ضارة، وهو ما يقلل من خطر العدوى أو التليف الناتج عن الجراحة التقليدية لإزالته.

مزايا الجهاز والتحديات المستقبلية

يُعد هذا الابتكار خطوة واسعة نحو تقليل مخاطر تركيب أجهزة تنظيم ضربات القلب الدائمة، خاصة مع مواده القابلة للتحلل التي تذوب تلقائيًا، وهو يمثل بداية لمرحلة جديدة في علاج مشاكل نظم القلب. أظهرت الدراسات أن الجهاز، الذي أُجريت عليه تجارب على الحيوانات، سريعًا ما صحح اضطرابات القلب بكفاءة، مع توقعات بدخوله مرحلة الاختبارات السريرية قريبًا.

يُحتمل أن يُحقن خلال المستقبل العديد من الأجهزة الصغيرة إلى أجزاء مختلفة من القلب بدلًا من وضع أقطاب كهربائية في منطقة واحدة، بحيث يُعطي قراءة أدق لحالة القلب ويُمكن أن يساهم في تحديد العلاجات المناسبة بشكل أكثر دقة. ويُعد تطوير هذا الجهاز خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة مرضى مشاكل القلب، مع تقليل الحاجة للعمليات الجراحية والمضاعفات المصاحبة لها.

مقالات ذات صلة