رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

العلاج بالتذكر: كيف يؤثر الحديث عن الماضي على صحة دماغ مرضى الخرف

شارك

يبدأ الإنسان في استرداد الذكريات الجميلة عندما يتذكر لحظات سعيدة تجمعه بعائلته أو أصدقائه، خاصة خلال اللقاءات العائلية أو الأعياد، حيث تعزز هذه اللحظات الترابط الأسري وتساعد على إبقاء الذكريات حية.

تُعد مشاركة القصص والحكايات عن طفولتك، إنجازاتك، أو ذكريات من رحلاتك، وسيلة فعالة لانتعاش ذاكرتك وإعادة إحياء هذه الأوقات المميزة، مما ينعكس إيجابيًا على صحتك النفسية والعقلية.

فوائد استرجاع الذكريات وتعزيز الصحة العقلية

يُطلق على هذه العملية اسم “الاسترجاع بالتذكر”، وهي تؤدي إلى استعادة ذكريات مشتركة مع الأحباء أو التفكير في لحظات مهمة من حياتك، ولها تأثير إيجابي على الدماغ، حيث تساعد على تنشيط الذهن وزيادة التركيز وتحسين القدرة على التفكير بسرعة.

يستخدم الأطباء هذه التقنية خاصة لأشخاص يعانون من اضطرابات الخرف، مثل مرض الزهايمر، حيث يصعب عليهم بناء ذكريات جديدة، لكنهم يستطيعون استرجاع ذكريات من فترات سابقة، مما يمنحهم شعورًا بالراحة والتواصل مع هويتهم.

وأظهرت الدراسات أن كبار السن الذين يمارسون التذكر يتعرضون لعلامات أقل للاكتئاب، كما أن مشاركة الذكريات مع الآخرين تمنحهم معنى وهدفًا، إذ تُذكرهم بدورهم في حياتهم أو في تكوين الأسرة ومجتمعهم.

صحة الدماغ وأهمية استرجاع الذكريات

يتحسن أداء الدماغ عند ممارسة العلاج بالتذكر، حيث يساهم في تحسين سرعة التفكير، وتركيز الانتباه، والذاكرة، ما يعزز الشعور بالسعادة، ويحافظ على صحة الجسم والنفس، ويدعم السيطرة على التوتر والاكتئاب.

مشاركة الذكريات تُساعد على تحسين المزاج وتهدئة الأعصاب، إذ تُشعر الإنسان بالسعادة عند استرجاع اللحظات الجميلة، مما ينشط وظائف الدماغ ويُحسن وعي الفرد وقدرته على الاستمتاع بالحياة بشكل أكبر، مع تعزيز حالة من التنشيط الإيجابي للجسم والنفس وتخفيف الشعور بالأمراض والاكتئاب.

طرق لتسليط الضوء على الذكريات الإيجابية

يمكنك مشاركة قصص عن ذكريات عزيزة، مثل تربية أطفالك أو الحيوانات الأليفة المفضلة، أو الحديث عن التحديات التي نجحت في تجاوزها أو أحداث مميزة في حياتك المهنية. كما يمكنك مشاركة صور من رحلاتك أو عطلاتك، وسرد القصص المرتبطة بها، أو إعداد وجبات تحبها، والاستماع إلى موسيقاك المفضلة، أو مشاهدة أفلام قديمة كانت تميز أوقاتك، بالإضافة إلى أنشطة يدوية مثل الحياكة أو الرسم تساعد على استرجاع الذكريات وتعزز الشعور بالسعادة.

مقالات ذات صلة