رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

العرض العالمي الأول لفيلم ملكة القطن لسوزانا ميرغني في مهرجان فينيسيا السينمائي

شارك

تسلط أحداث فيلم “ملكة القطن” الضوء على فتاة سودانية تدعى نفيسة، نشأت في قرية تعتمد على زراعة القطن، وتستمد قصتها من حكايات بطولية ترويها لها جدتها. تتغير مجريات حياتها عندما يصل رجل أعمال من خارج المنطقة حاملًا خطة تنمية وتقنيات زراعة جديدة، تشمل قطن معدل وراثيًا، مما يضعها في صراع مع أصحاب القرار على مصير القرية ومواردها. يبدأ الصراع عندما تتعرف نفيسة على قوتها الداخلية، فتقرر أن تواجه التحديات وتحمي حقول القطن، وتصبح رمزًا للمقاومة، لكنَّ ذلك يُغير حياة المجتمع بأكمله، ويعيد صياغة علاقاته مع التكنولوجيا والتقاليد.

يعد فيلم “ملكة القطن” من إخراج وتأليف سوزانا ميرغني، ويُبرز عبر تصوير فريدا مرزوق، بفريق عمل متميز، تصويرًا يعكس جمال الطبيعة السودانية وتنوع مشاهدها. الموسيقى التصويرية التي أبدعها أمين بوحافة تدعم الأجواء الدرامية وتنسجم مع الحالة الإنسانية، فيما يتولى المونتاج فريق محترف ليقدم تجربة سينمائية متماسكة وسلسة. يشارك في البطولة مهاد مرتضى، رابحة محمد محمود، طلعت فريد، حرم بشير، محمد موسى، وحسن محي الدين، مع توزيع عالمي عبر MAD Distribution وشراكات مع شركات إنتاج دولية، مما يعكس طموح الفيلم للوصول لجمهور عالمي.

رؤية المخرجة وتأملاتها

توضح سوزانا ميرغني أن فيلم “ملكة القطن” يعكس قصة واقعية تتداخل فيها لمسة سحر، إذ يعبر عن رحلة فتاة سودانية تكتشف ذاتها وقدرتها على تحدي السياسات القديمة والجديدة التي تحكم مجتمعها. تقول ميرغني إن الفيلم يحمل رسالة أمل في صنع مستقبل أفضل، ويعبر عن الرغبة في إلهام النساء السودانيات والعالم بأهمية التحلي بالشجاعة والوعي للمقاومة والتغيير. كما تشير إلى ضعف صناعة السينما في السودان، ورغبتها في دعم المبادرات التي تبرز القدرة الإبداعية للجيل الجديد، لتمثيل السودان بشكل فاعل على الخريطة السينمائية العالمية.

شراكات وإنتاج دولي

تم إنتاج الفيلم بمشاركة شركات ألمانية، فرنسية، فلسطينية، مصرية، قطرية، سعودية، وهو ثمرة تعاون مع أسماء بارزة في صناعة السينما، مثل كارولين دوب، وديدار دومهري، وآن ماري جاسر، وأسامة بواردي، ومحمد حفظي، وعلاء كركوتي، ومهر دياب. يعكس التعاون متعدد الثقافات رغبة في تقديم قصة سودانية بأسلوب سينمائي عالمي يتناول قضايا الهوية، والسلطة، والتحديات الاجتماعية التي تواجه النساء في الشرق الأوسط وأفريقيا، بأسلوب درامي قوي ومؤثر.

الجوائز والإشادات

حصلت ميرغني على جوائز دولية بارزة، منها جائزة Canal+ عن فيلمها القصير “الست”، وفازت بجائزة آرتكينو في مهرجان كان عن فيلمها الطويل “ملكة القطن”، الذي يُعد أول فيلم روائي طويل لها. تظهر هذه الإنجازات رغبتها في إظهار السينما السودانية على مستوى عالمي، وتقديم حكايات نسائية تشبه حياة مجموعة صغيرة من الناس وتنسجم مع تطلعات المشاهدين حول العالم.

الطموح والداعمة

باختصار، يركز فيلم “ملكة القطن” على إبراز قصة نسائية ملهمة تتناول النضال من أجل الحرية والكرامة، مع رؤية مستقبلية تسعى لتمكين المرأة وتعزيز حضور السينما السودانية على الساحة الدولية. يهدف إلى تقديم حكاية واقعية تفوح منها سحر القصص الممزقة بين التقاليد والصراع على التغيير، وتحفيز الجماهير على التفكير في قضايا الهوية والوعي المجتمعي.

مقالات ذات صلة