رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

اتباع نظام غذائي مقيد بأطعمة محددة يسبب تغيرات في بكتيريا الأمعاء

شارك

مقدمة عن الدراسة وتأثيرها على الأنظمة الغذائية وميكروبات الأمعاء

أجرى باحثون من جامعة لوفين الكاثوليكية في بلجيكا دراسة حول مدى تأثير تقييد تنوع الطعام على ميكروبات الأمعاء. أطلقوا على الدراسة اسم “دراسة الشوفان”، بهدف فهم مدى تغير ميكروبات الأمعاء عندما يقتصر الأشخاص على نوع واحد من الطعام لفترة معينة.

تشير نتائج الدراسة إلى أن، رغم أن أنظمة المشاركين الغذائية كانت تصبح مشابهة مع مرور الوقت، إلا أن ميكروبات الأمعاء لم تتبع نفس المسارات، بل أظهر البحث أهمية التفاعلات الفردية ووجود فروقات كبيرة بين الأشخاص في استجاباتهم، مما يقلل من فعالية النهج الجماعي في تعديل ميكروبات الأمعاء عبر نظم غذائية موحدة.

تفاصيل الدراسة وتصميمها

استمرت الدراسة 21 يومًا وشارك فيها 18 بالغًا من منطقة فلاندرز في بلجيكا. قسمت الفترة إلى ثلاث مراحل: أولها أسبوع رئيسي تناول فيه المشاركون نظامًا غذائيًا عاديًا، تلاه ستة أيام تناولوا خلالها الشوفان كامل الدسم مع الماء، ثم عادوا بعدها إلى نظامهم الطبيعي لمدة ثمانية أيام. خلال تلك الفترة، تم جمع عينات يومية من البراز وسحب عينات دم أسبوعيًا، بهدف قياس وتحليل تنوع الميكروبات والتغيرات الأيضية المصاحبة. كما أرسل المشاركون مذكرات مفصلة عن وجباتهم لمساعدة الباحثين على ربط الطعام بالنتائج الميكروبية، مع مراعاة الفارق الزمني بين تناول الطعام وخروجه من الجسم لزيادة دقة النتائج.

النتائج والآثار التي أظهرتها الدراسة

أسفرت المرحلة التي توقف فيها المشاركون عن تقييد تنوع الطعام عن انخفاض كبير في تنوع الغذاء، حيث انخفض استهلاك السعرات الحرارية بنسبة 31.5%، وأيضًا استهلاك الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، مع زيادة استهلاك الألياف بفضل النظام الغذائي المدعوم بالشوفان. على الرغم من ذلك، لم تتشابه ميكروبات الأمعاء بين الأفراد، بل زادت الاختلافات بينها، وهو ما يناقض الاعتقاد بأن نظامًا غذائيًا موحدًا يؤدي إلى نتائج ميكروبية موحدة. أظهرت النتائج أن تأثير التغير الغذائي على تباين الميكروبيوم كان بسيطًا (حوالي 3.4%)، وهو أقل بكثير من الاعتقاد السائد، مما يعزز فكرة أن العوامل الشخصية، مثل الوراثة والبكتيريا الأساسية والقدرة الأيضية، تلعب دورًا رئيسيًا في استجابة الميكروبات للتغييرات الغذائية.

كما لوحظ أن نمط الميكروبات، المرتبط غالبًا بخلل التوازن البكتيري، ازداد خلال فترة التدخل، حيث انخفض معدل وجود نوع Bacteroides 1 (Bact1)، الذي يعتبر من الأنماط المستقرة، ثم عادت المستويات بعد نهاية الدراسة، عند استئناف المشاركين لنظامهم الغذائي الطبيعي.

مقالات ذات صلة