نتائج دراسة الأنظمة الغذائية المقيدة وتأثيرها على ميكروبات الأمعاء
أجرى باحثون من جامعة لوفين الكاثوليكية في بلجيكا دراسة حول الأنظمة الغذائية المقيدة، والتي أطلق عليها اسم “دراسة الشوفان”، بهدف فهم مدى تأثير تقييد تنوع الطعام على ميكروبات الأمعاء لدى الأفراد. تناولت الدراسة، التي استمرت 21 يومًا، 18 بالغًا من سكان فلاندرز، وتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، بداية بمرحلة أساسية لمدة 7 أيام يتبع فيها المشاركون نظامًا غذائيًا معتادًا، ثم مرحلة تدخل لمدة 6 أيام يتناولون خلالها رقائق الشوفان والحليب كامل الدسم والماء، وأخيرًا مرحلة متابعة لمدة 8 أيام عادوا خلالها لنظامهم الغذائي الطبيعي. تم جمع عينات براز يومية ودم أسبوعيًا، واحتفظ المشاركون بمذكرات طعام دقيقة، مما ساعد على الربط بين أنماط الأكل ونتائج الميكروبيوم والأيض. استخدم الباحثون تقنيات دقيقة لتحديد الميكروبيوم مع مراعاة الفارق الزمني بين تناول الطعام وإخراجه من الجسم، مما عزز دقة النتائج.
تأثير النظام الغذائي على التنوع الميكروبي والنتائج الرئيسية
لاحظت الدراسة أن تقييد تنوع الطعام أدى إلى انخفاض كبير في التنوع الغذائي، حيث انخفض استهلاك السعرات الحرارية بنسبة 31.5% والكربوهيدرات والدهون والبروتينات بشكل ملحوظ خلال المرحلة التي تناول فيها المشاركون الشوفان فقط. على الرغم من ذلك، زاد مستوى الألياف في الأطعمة نتيجة تناول الشوفان. كانت المفاجأة أن أنماط ميكروبات الأمعاء لم تتقارب بين الأفراد، بل استمرت متميزة، وزاد تباينها بشكل ملحوظ، هذا الأمر يقوض الفكرة السائدة بأن تناول نظام غذائي موحد يؤدي إلى ميكروبات أمعاء متشابهة. كما أظهرت النتائج أن تأثير التغيير الغذائي على تباين الميكروبيوم كان محدودًا بنسبة 3.4%، مما يدل على أن العوامل الشخصية، مثل الوراثة والميكروبات الأساسية، تؤثر بشكل أكبر على استجابة الجسم للتغييرات الغذائية.
تغيرات في بنية المجتمع الميكروبي
شهدت الدراسة تحولًا ملحوظًا في بنية المجتمع الميكروبي، حيث زاد انتشار النمط المرتبط غالبًا بخلل التوازن البكتيري، كما انخفض وجود بكتيريا Bacteroides 1 (Bact1) الأكثر استقرارًا. وعند عودة المشاركين إلى نظامهم الغذائي الطبيعي، عادت تركيبات الميكروبات إلى وضعها السابق. تشير النتائج إلى أن التعديلات الغذائية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات مؤقتة في ميكروبيوم الأمعاء، إلا أن هذه التغيرات قد تكون غير دائمة، وتختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل فردية عديدة.