تحتفل النجمة منة شلبي اليوم الخميس، 24 يوليو، بعيد ميلادها، وسط نجاحات فنية ملحوظة تنوعت بين السينما والتلفزيون. استطاعت منة أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور، من خلال أدائها للأدوار المعقدة التي تتطلب تحضيرات ودقة في التنفيذ. برعت في تقديم شخصيات تركت أثراً واضحاً في الذاكرة الفنية للمشاهدين، مؤكدة موهبتها الاستثنائية واختياراتها الهادفة لأعمالها.
أدوار صعبة وأداء مميز
برزت منة شلبي في فيلم “الأصليين” بشخصية “ثريا جلال”، وهي فتاة حالمة تعشق دراسة الحضارات وتعيش حياة غير تقليدية، مما أضفى على الشخصية عمقًا وغموضًا. أعربت منة سابقًا عن سعادتها بتجسيد هذا الدور، حيث وصفته بأنه جديد ومختلف تمامًا عن الأدوار التي جسدتها من قبل، واعتبرته تحديًا كبيرًا، نظرًا لمكانة الشخصية في حبكة الفيلم واتساع مساحة ظهورها، كما أنها كانت من الأدوار الأساسية التي لو تم تقليصها أو حذفها، لكان ذلك سبباً في خلل بسياق الأحداث.
وفي فيلم “سمير عليوة”، الذي يشارك في بطولته نخبة من النجوم إلى جانبها، تجسد منة دور موظف بنكي يفصل من عمله بعد فترة طويلة، ليبدأ رحلة البحث عن فرصة جديدة، ولكن حياتها تتغير بشكل جذري عندما يجد صندوقًا أمام منزلها يحتوي على هاتف محمول، ما يفتح لها باب مغامرة غير متوقعة.
تحدٍ نفسي في “تراب الماس”
يعد دور “سارة” في فيلم “تراب الماس” من أصعب الأدوار النفسية التي قدمتها منة، إذ جسدت فتاة ضحية لخداع عاطفي مدمر، بعدما وثقت برجل معروف إعلاميًا، لكنه كان يستغل النساء ويتآمر عليهن سراً. استغرقت التحضيرات لهذا الدور ثلاث سنوات، وكانت منة حريصة على الابتعاد عن قراءة الرواية الأصلية، بناءً على توجيه المخرج مروان حامد الذي أراد لها أداءًا طبيعيًا، خالصًا من تأثير النص الأصلي، الأمر الذي تطلب منها عزلة فنية وتركيزًا عاليًا لتقديم شخصية واقعية.
تباين نفسي في “هي فوضى”
من الأدوار التي أضافت لبصمتها الفنية، شخصية “نور” في فيلم “هي فوضى”، وهي فتاة جميلة وهادئة تتصارع بين رغبتها في الحرية وضغوط رجل الشرطة “حاتم”، الذي يتحكم فيها ويهددها. جسدت منة الصراع الداخلي الذي تعيشه “نور”، بين تمسكها بحريتها وبين مظاهر التحكم والاستغلال التي تتعرض لها، حيث أبدعت في تجسيد التناقضات النفسية والدرامية للشخصية بحرفية عالية. وتدور أحداث الفيلم حول تصاعد صراع السلطة والطموح بين “نور” و”حاتم”، الذي يلعب دوره خالد صالح.
شخصيات محفورة في الذاكرة في الدراما
برزت منة في مسلسل “واحة الغروب” بشخصية “كاثرين”، المرأة الإيرلندية المولعة بالحضارة المصرية، خاصة البحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر. تميزت بقدرتها على تغيير مظهرها ولهجتها، مما أضفى على الشخصية مصداقية وواقعية كبيرة. تذكر أنها خلال التحضير شعرت بتوتر خوفًا من عدم إتقانها للهجة الأجنبية، فجلست مع المخرجة كاملة أبو ذكري وقرأت كثيرًا حتى تمكنت من أداء الدور بشكل مقنع. تدور أحداث المسلسل حول ضابط شرطة ينقل إلى واحة سيوة برفقة زوجته، حيث يبدآن تجربة ثقافية تتداخل فيها حياة الماضي بالحاضر.
كما جسدت منة شخصية “نور” في مسلسل “في كل أسبوع يوم جمعة”، وهي مهندسة تحاول التخلص من ماضيها بالتظاهر بموتها، لتعيش حياة جديدة باسم “ليلى”. يكشف العمل عن معاناة نفسية عميقة، إذ تتصارع مع اضطراباتها النفسية مع شاب يعاني من اضطرابات مماثلة، مما يضعها في مواجهة خوف وتوتر دائمين. استطاعت منة أن تظهر الصراع الداخلي بمجموعة من المشاعر المتداخلة والكامنة، في أداء فني متقن، يعكس عمق الشخصية ومعاناتها.