تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة على التزامها المستمر بدعم الجهود الدولية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مع حرصها على بناء شراكات عالمية فعالة تُسهم في تعزيز الاستقرار، وتسريع وتيرة الازدهار، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وما بعدها. تستند رؤاها إلى التعاون الدولي، وتشجع على استشراف المستقبل، مع وضع الإنسان في مركز العملية التنموية.
اختتم وفد الإمارات مشاركته الواسعة في منتدى التنمية المستدامة 2025، الذي نظمته إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة دولية واسعة من الحكومات والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني. شارك في الوفد قيادات ومسؤولون حكوميون من وزارات شؤون مجلس الوزراء، الداخلية، الاستثمار، وبرامج التبادل المعرفي الحكومي، والأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى ممثلين من هيئة البيئة – أبوظبي، ومؤسسة نور دبي، وغرف دبي.
مبادرات الإمارات ودورها في التعاون التنموي
أكد سعادة عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي ورئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أن الإمارات أدركت نموذجًا رياديًا في التعاون التنموي الدولي، يرتكز على استدامة الأثر الإيجابي، وتبادل المعرفة، وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية. عرض وفد الإمارات نماذج ومبادرات تنموية وطنية رائدة، منها تقرير أهداف التنمية المستدامة 2045، وبرنامج التبادل المعرفي الحكومي، حيث عقدت اجتماعات لتعزيز العمل التشاركي متعدد الأطراف لإيجاد حلول للتحديات الصحية، والنمو الاقتصادي، والمستقبل العملي، والتنمية البيئية، والاستقرار الدولي.
تم استعراض الاستعدادات للمراجعة الوطنية الطوعية لعام 2026، لمتابعة التقدم نحو أهداف 2030، وهو تعبير عن التزام الإمارات بالشفافية وتقييم التحديات والفرص، مع وضع الأولويات التنموية المستقبلية بمشاركة القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لضمان تنسيق الجهود، بناءً على رؤية الإمارات القائمة على الابتكار والتنمية المستدامة والتنمية البشرية.
استعدادات استضافة مؤتمر المياه 2026
وأشار لوتاه إلى أن الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر المياه 2026 الذي تنظمه الأمم المتحدة في ديسمبر، والذي يهدف إلى تعزيز العمل العالمي لضمان توافر المياه بشكل مستدام للجميع.
الجهود والتعاون الدولي وفعاليات المنتدى
أصدر وفد الإمارات بيانًا أكد فيه مواصلتها التركيز على تعزيز التعاون الدولي، وتبادل المعرفة والخبرات، وتشييد ممارسات مستدامة في العمل المناخي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. نظم الوفد فعاليات عالمية بارزة، منها معرض أهداف التنمية المستدامة 2030 و2045 في مقر الأمم المتحدة، تحت شعار “تصميم الغد: ريادة الإمارات لمستقبل مستدام”، والذي هدف إلى التعريف بدورها التنموي وتوعية بأهمية تحقيق التنمية المستدامة بسرعة أكبر.
كما نظم برنامج التبادل المعرفي الحكومي جلسة دولية لتعزيز تبادل الخبرات بين حوالي 50 دولة ومنظمات دولية، لدعم رؤية الإمارات في توسيع التعاون والشراكات العالمية. وضمن أنشطتها، أطلقت نسخة 2025 من “تقرير أهداف التنمية المستدامة 2045” على منصة المنتدى، وهو تقرير يركز على مسارات التنمية حتى عام 2045 ويقدم توصيات حول مستقبل المستدام.
عرض وفد الإمارات نتائج استبيان عالمي شارك فيه 55 دولة، حول أهداف التنمية المستدامة لعام 2045، والذي تضمن مقترحات وتوصيات لمفهوم التنمية في العشرين عامًا القادمة. وأقيمت جلسات حول أهمية الابتكارات الصحية، حيث تم مناقشة تسريع وتيرة تحسين الخدمات الصحية عبر شبكات الصحة العالمية، مع استعراض تجربة المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة التي انطلقت عام 2018، والتي تجمع بين صناع القرار من مختلف القطاعات لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود.
تمكين المرأة والطفل والدبلوماسية الاقتصادية
نظمت الإمارات جلسة عالية التأثير حول تعزيز التوازن بين الجنسين، مع التركيز على سد الفجوة الرقمية وتعزيز دور المرأة القيادي، بهدف مواصلة تحقيق التنمية بعد 2030. كما عقدت جلسة أخرى حول إعادة تصور النمو الاقتصادي لما بعد الأرقام والإحصاءات، بهدف توسيع مفاهيم النمو الاقتصادي والاجتماعي.
ركز الوفد أيضًا على الدبلوماسية الاقتصادية، وعرض نتائج التعاون مع دول مثل البرازيل وبيرو وإكوادور للحفاظ على موارد الكوكب وتنويع برامج حماية البيئة، خاصة في منطقة حوض نهر الأمازون. كما نظم وفد الإمارات أكثر من 48 لقاءً ثنائيًا مع منظمات وبرامج ومؤسسات دولية لتعزيز التعاون في المجالات التنموية، وشارك في فعاليات يوم العلوم الذي نظم ضمن المنتدى.
المنتدى السياسي رفيع المستوى والمبادرات المستقبلية
يمثل المنتدى السياسي رفيع المستوى منصة رئيسية للأمم المتحدة لمراجعة التقدم في تنفيذ خطة 2030، منذ تأسيسه في 2012، ويهدف إلى مراقبة نتائج التزام الدول، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتوجيه الجهود لمستقبل أكثر استدامة وشمولية. تعمل الإمارات على مواصلة جهودها وتحقيق أثر تنموي إيجابي يعود على المجتمع العالمي ويحقق استدامة الموارد والكوكب.
