يصعب على الكثيرين النوم رغم شعورهم بالإرهاق، وهو عرض شائع يُعرف بالأرق، ويؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. قد يسبب الأرق الشعور بالخمول والانفعال وعدم التركيز، ويحاول الكثيرون البحث عن حلول مريحة وطبيعية لتخفيفه. بالإضافة إلى ممارسة بعض الأنشطة مثل التأمل وتحديد حدود لاستخدام الشاشات قبل النوم، تتوفر مساعدات طبيعية يمكن تناولها في المساء لمساعدة على الاسترخاء وتحسين جودة النوم. واحدة من هذه الوسائل هي المشروبات التي تتوفر في المطبخ، والتي تساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز دورة النوم الطبيعية للجسم وفقًا لما ورد في تقارير مختلفة.
أفضل المشروبات التي يمكن تناولها قبل النوم بدون آثار جانبية
يُعتبر الحليب الدافئ من أكثر المشروبات شهرة وفائدة، حيث يحتوي على التربتوفان، وهو حمض أميني يعزز إنتاج هرموني السيروتونين والميلاتونين المسؤولين عن تنظيم النوم. يمد الحليب الجسم بالمغنيسيوم والكالسيوم اللذين يساعدة على الاسترخاء، بالإضافة إلى البروتين الكازين الذي يمنع الشعور بالجوع أثناء الليل، مما يدعم استمرارية النوم. أظهرت الدراسات أن البروتينات الموجودة في الحليب، خاصة ألفا لاكتالبومين، تزيد من مستوى التربتوفان في الدماغ، مما يحسن نوعية النوم. يمكن إضافة قليل من العسل أو جوزة الطيب أو القرفة لتعزيز تأثيره المهدئ والنكهة، حيث يساعد دفء المشروب أيضًا على تهدئة النفس والخفاء النفسي.
أما عصير الكرز الحامض، فهو مصدر طبيعي للميلاتونين، الهرمون الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ. أشارت دراسات إلى أن تناول نصف كوب من عصير الكرز قبل النوم بساعة يحسن مدة وجودة النوم، ويخفف من أعراض الأرق، خاصة عند كبار السن. يحتوي العصير على مضادات أكسدة تساعد على محاربة الالتهابات، بالإضافة إلى التريبتوفان الذي يعزز إنتاج السيروتونين. يفضل اختيار العصير غير المحلى لتجنب اضطرابات النوم الناتجة عن السكر، ويمكن تناوله قبل النوم مباشرة.
مشروب البابونج يُعرف بخصائصه المهدئة والمساعدة على النوم الهادئ. يُنقع العشبة لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق، ثم يُشرب قبل النوم بنصف ساعة لتحقيق أفضل النتائج. يحتوي البابونج على الأبيجينين، وهو مركب يربط بمستقبلات في الدماغ ويعمل على تحفيز النعاس وتخفيف القلق، وقد أظهرت دراسات أن النساء بعد الولادة اللاتي استفدن من شرب البابونج أبدين نومًا أفضل وانخفاضًا في الاكتئاب. يمكن مزجه مع النعناع أو الليمون لتحسين المذاق.
الحليب الذهبي، المصنوع من الكركم والحليب، يعد خيارًا فعّالًا كمحفز طبيعي للنوم، حيث يعزز خصائص الكركمين المضادة للالتهابات والأكسدة، وذلك مع عناصر غذائية مثل المغنيسيوم والكالسيوم. يمكن إضافة الفلفل الأسود لزيادة امتصاص الكركمين، بالإضافة إلى القرفة أو الزنجبيل، لتعزيز الاسترخاء وتقليل التوتر. يُنصح بشرب هذا المشروب قبل ساعة من النوم ليُعطى الوقت للجسم على الاسترخاء والهضم.
مشروب اللافندر
يُساعد اللافندر برائحته الهادئة على تحسين جودة النوم وتقليل أعراض الاكتئاب، بفضل مركباته المهدئة مثل اللينالول والأسيتات ليناليل التي تؤثر على الجهاز العصبي وتساعد على نوم حركة العين السريعة. يُنصح بشرب مشروب اللافندر أو استنشاق زيت اللافندر قبل النوم، ويمكن مزجه مع أعشاب أخرى مثل البابونج أو بلسم الليمون لخلق روتين مريح وهادئ يناسب النوم.
الموز مع اللوز
الموز غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما معدنان مهمان للاسترخاء العضلي والهدوء العصبي، ويحتوي على التربتوفان الذي يساهم في إنتاج السيروتونين والميلاتونين. أما اللوز فهو مصدر ممتاز للدهون الصحية والتريبتوفان والميلاتونين، مما يجعله مزيجًا مثاليًا لتحفيز النوم العميق. يمكن مزجهما في عصير كريمي قليل السكر، مع إضافة القرفة، لتحضير مشروب لذيذ ومهدئ قبل النوم، مع تعزيز التوازن في مستوى السكر في الدم.
مشروبات يجب تجنبها قبل النوم
ينبغي تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي الأخضر والأسود والمشروبات الغازية، لأنها تمنع النعاس وتبقي الجسم في حالة يقظة. كما يجب الابتعاد عن المشروبات السكرية، لأنها ترفع مستويات السكر في الدم وتؤدي إلى تقطع النوم وصعوبة استمراريته. من المهم استشارة الطبيب قبل إجراء تغييرات على النظام الغذائي، خاصة للذين يعانون من حالات صحية أو يتناولون أدوية، لضمان السلامة والفعالية في تحسين جودة النوم.