يُعد الالتهاب استجابة طبيعية يطلقها الجسم عندما يتعرض لعدوى أو إصابة أو مشكلة صحية أخرى، ويكون الهدف من ذلك حماية الجسم والمساعدة في الشفاء. تظهر علامات الالتهاب مثل الحمى والتورم والألم في المنطقة المصابة، والتي تنبه الفرد بوجود مشكلة تتطلب تدخلاً علاجياً، خاصة في الحالات الحادة مثل التهابات الأذن أو التواء الكاحل.
الالتهاب المزمن وتأثيره على الصحة
عندما تتكرر أو تستمر حالات الالتهاب لفترة طويلة، يتحول إلى التهاب مزمن، مما يعرقل عمليات المناعة والتوازن الهرموني، ويؤدي إلى أعراض مثل انخفاض المزاج وضعف الإدراك، فضلاً عن ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والخرف.
خطوات للتحكم في الالتهاب المزمن
إن تقليل الالتهاب المزمن يتطلب تطبيق عدة إجراءات بسيطة وفعالة. من بين هذه الإجراءات، قضاء وقت في الطبيعة، حيث تساعد الأنشطة في الحدائق المفتوحة على خفض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، ويُظهر البحث أن مجرد 20 دقيقة يومياً من الطبيعة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في مستويات التوتر ويقلل احتمالية الالتهاب.
كما أن الاستمتاع بالفن والموسيقى يُعتبر وسيلة فعالة في تقليل التوتر المزمن، إذ أظهرت الدراسات أن المشاركة في الأنشطة الفنية لمدة قصيرة تؤدي إلى انخفاض مستوى الكورتيزول في الجسم، كما أن الإبداع الفني يمنح شعورًا بالسيطرة، ويساعد على الاسترخاء والمتعة، ويقلل من وُجهة التوتر النفسي.
إضافة إلى ذلك، يُعد ممارسة الحركة والنشاط البدني أحد أهم الإجراءات لمكافحة الالتهاب، إذ تساهم التمارين الرياضية في تعزيز الصحة بشكل عام، وتقليل إنتاج البروتينات الالتهابية، مثل البروتين التفاعلي C وIL-6، مع زيادة إنتاج البروتينات المضادة للالتهاب، مثل IL-10. ينصح بممارسة نصف ساعة من النشاط المعتدل على الأقل يومياً، أو ما يعادل 75 دقيقة من النشاط القوي، مع تفضيل الأنشطة التي تتضمن تفاعلاً اجتماعياً كالرياضة الجماعية، لأنها تعزز الصحة وطول العمر.
الدعم الاجتماعي وأثره على الالتهاب
تربط الدراسات بين الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية وزيادة الالتهابات، إذ تؤدي إلى ارتفاع مستويات البروتينات المؤيدة للالتهاب وخلل في وظيفة الكورتيزول. في المقابل، يُظهر الدعم الاجتماعي ووجود علاقات اجتماعية قوية انخفاض مستويات الالتهاب، حيث تُساهم الأنشطة الاجتماعية مثل التطوع وتقديم المساعدة في تقليل استجابات التوتر والإلتهاب.
تجربة الإندهاش وأثرها على الالتهاب
تشير البحوث إلى أن الشعور بالاندهاش، وهو التفاعل مع أشياء تملأنا بالإعجاب والجمال، يمكن أن يقلل من الالتهاب. فالمشاعر الإيجابية تعمل على إبطال أثر المشاعر السلبية المرتبطة بالالتهاب، وتعمل تجربة الاندهاش على تعزيز الشعور بالاتصال بالآخرين، مما يمنح إحساسًا بالسعادة والتواصل، ويعمل كمحارب طبيعي ضد الاستجابات الالتهابية.
يحدث شعور الاندهاش عند التفاعل مع مفاهيم الجمال في الطبيعة، أو الأعمال الفنية، أو الموسيقى، أو الحركة الجماعية، أو الروحانية، أو الأفكار العظيمة. وهو يساهم في تعزيز الحالة النفسية ويساعد على تحسين التوازن الصحي للجسم، من خلال تحفيز المشاعر الإيجابية وتقليل التوتر والالتهاب.