يُعتبر الفنان فاروق الفيشاوي واحدًا من أبرز الوجوه الفنية التي نجحت على مدى أكثر من أربعين عامًا في كسب حب الجمهور من خلال أعماله المتنوعة التي شملت الدراما التلفزيونية والإذاعية والسينما والمسرح، حيث جسد العديد من الشخصيات التي ظلت عالقة في ذاكرة الجماهير العربية. وبمناسبة ذكرى وفاته التي تُصادف 25 يوليو من كل عام، نستعرض مسيرته الفنية المميزة.
نشأة وتطور مسيرته الفنية
بدأ فاروق الفيشاوي نشاطه الفني في منتصف السبعينات، حيث شارك ببطولات متعددة في الدراما التلفزيونية، من بينها مسلسلات مثل “أرض النفاق، هروب، على باب زويلة، نادية، للحب بقية”، التي حققت انتشارًا كبيرًا وأحبها الجمهور. خلال تلك الفترة، تواجد في أفلام سينمائية بأدوار صغيرة، وشارك في أفلام مثل “الحب في طريق مسدود، وثالثهم الشيطان، بدون زواج أفضل”. إلا أن نقطة التحول كانت مع مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرًا” عام 1979، الذي حظي بنجاح كبير، وشارك فيه إلى جانب نخبة من رواد الفن المصري، مثل يحيى الفخراني وصلاح السعدني والممثل عبد المنعم مدبولي.
الانتقال إلى عالم السينما
شهد عام 1980 بداية انطلاق فاروق الفيشاوي إلى السينما، حيث شارك في أربعة أفلام رئيسية أمام كبار النجوم، منها “غدًا سأنتقم” مع نجلاء فتحي، و”غاوي مشاكل” مع عادل إمام، و”عذاب الحب” مع مديحة كامل، و”الباطنية” مع نادية الجندي. نجح على إثر ذلك في تثبيت مكانته في عالم السينما مع استمرار مشاركاته في أفلام غزيرة خلال الثمانينيات والتسعينيات، حيث قُدم أداء مميز في أفلام مثل “درب الهوى”، الذي شارك فيه مع نجوم من جيليه، ومن بينهم أحمد زكي ومحمود عبد العزيز، ويسرا ومالحة كامل. كما أتقن الأداء الكوميدي من خلال أفلام مثل “تجيبها كده تجيلها كده” مع سمير غانم، وشارك في أفلام مهمة مثل “لا تسألني من أنا” مع شادية، و”بيت القاضي” مع نور الشريف، و”السكاكيني”.
التعاون مع كبار المخرجين والأفلام المهمة
دخل مع بدايات التسعينات في تعاون مع مخرجين كبار، منها فيلم “مشوار عمر” مع مديحة كامل، و”القرداتي” مع سمية الألفي، و”حنفي الأبهة” مع عادل إمام، وعمل مع نيازي مصطفى في آخر أفلامه. بدأ يتنقل بين أدوار البطولة والكوميديا والتراجيديا، مستفيدًا من خبراته الطويلة. امتدت مسيرته الناجحة إلى أواسط التسعينات، حيث واصل تقديم أدوار متنوعة ومتجددة مع كبار نجوم السينما المصرية.
وفاته وإرثه الفني
رحل فاروق الفيشاوي عن عالمنا في 25 يوليو 2019 عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني، تاركًا إرثًا ضخمًا من الأعمال الفنية التي ستظل خالدة في ذاكرة الجمهور، جعلته واحدًا من رموز الفن العربي البارزين. استمرت أعماله في إلهام الأجيال الجديدة، وأصبحت سيرته نموذجًا للنجاح والاحتراف في مجال الفن.
