يشعر بعض الأشخاص بالتوتر المستمر، وقد يكون سبب ذلك ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون المعروف باسم “هرمون التوتر”. يُطلق عليه نظام الإنذار الطبيعي للجسم، الذي ينشط عندما يواجه الإنسان ضغطًا أو مهامًا صعبة، لكن زيادة مستوياته بشكل مستمر قد تضر الجسد والعقل بسرعة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.
كيف يؤثر ارتفاع الكورتيزول على الجسم والدماغ؟
عندما يرتفع مستوى الكورتيزول، تظهر أعراض مثل تسارع نبضات القلب، رجفة اليدين، وأحاسيس عدم الراحة في الصدر، وقد يُفسَّر هذا أحيانًا على أنه مجرد توتر، ولكن العلم يوضح أن السبب الحقيقي هو ارتفاع مفاجئ في مستوى هذا الهرمون، وهو ما تؤكده دراسة نشرت عام 2019 في المكتبة الهندية للطب. أظهرت الدراسة أن مستويات الكورتيزول يمكن أن تتضاعف خلال الامتحانات أو ضغوطات دراسية مكثفة، حيث لوحظ أن مستويات الكورتيزول في اللعاب تصل إلى عشرة أضعاف في أيام الامتحانات مقارنة بأيام عادية. كما أوردت الدراسة كيف تؤثر هذه الهرمونات على الأداء البدني والعقلي بشكل مباشر.
تأثير الكورتيزول على التوازن الجسماني
يكشف البحث أن ارتفاع مستويات الكورتيزول لا يُسبب القلق فحسب، بل يُحدث خللاً حقيقيًا في توازن الجسم، إذ يؤثر على التوازن الديناميكي، أي القدرة على الحركة والثبات، وكذلك على التوازن الساكن، وهو القدرة على الثبات دون أن تسقط. خلال فترات التوتر، قد يتراجع الأداء في اختبارات التوازن بنسبة تصل إلى 50%. ويؤثر الكورتيزول على تنسيق حركة الدماغ والجسم، وكذلك على وضعية الجسم والاستجابة للمحفزات الخارجية، مما يجعل الشعور بعدم التوازن أو الضعف خلال المواقف العصيبة مرتبطًا بشكل مباشر بمستويات هرمون التوتر.
علامات ارتفاع مستوى الكورتيزول
قد تظهر علامات ارتفاع مستوى الكورتيزول من خلال حب الشباب، زيادة الوزن، الكدمات السهلة، احمرار الوجه، تعب شديد، ارتفاع ضغط الدم، وصداع مستمر. تتكرر هذه الأعراض وتصبح واضحة مع استمرار ارتفاع مستوى الهرمون.
ما الذي يسبب ارتفاع الكورتيزول في الجسم؟
يعد الإجهاد المزمن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الكورتيزول، ويشمل ذلك ضغط العمل، مشكلات العلاقات، الضغوط الدراسية، أو الحزن المستمر. كما تؤدي قلة النوم المستمرة إلى اضطراب إيقاع هذا الهرمون، مما يسهم في ارتفاع مستوياته بشكل مستمر، إذ أن النوم غير الكافي يعطل تنظيم الكورتيزول الطبيعي في الجسم. يساهم سوء التغذية، خاصة الإفراط في تناول السكر والأطعمة المصنعة، والكافيين بشكل مفرط، في رفع معدل الكورتيزول أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعاطي المخدرات يؤثر على وظيفة الغدة الكظرية ويخل بتوازن الهرمون، مما يزيد من ارتفاعه.