رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أمراض القلب ومتلازمة تكيس المبيض من المضاعفات التي يسببها الكبد الدهني

شارك

يبدأ تراكم الدهون في الكبد بالتظاهر كحالة غير خطيرة في البداية، ولكن إذا تُركت دون علاج مبكر، قد تؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة التي تتجاوز مشكلة الكبد وحدها. حيث يُوضح تقرير من موقع “تايمز أوف إنديا” كيف يمكن أن يتفاقم الكبد الدهني ليشمل أمراضًا أخرى، مما يبرز أهمية التدخل المبكر للعمل على الوقاية من تطور الحالة.

أمراض يسببها الكبد الدهني

ينتج عن تراكم الدهون في الكبد أمراض متعددة، بما في ذلك الالتهاب الأيضي الذي قد يتطور إلى التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، وهو حالة تؤدي إلى تلف خلايا الكبد وتندبها، مما يسبب تليف الكبد أو سرطان الكبد مع مرور الوقت.

كما يُزيد الكبد الدهني من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يسبب التهابًا جهازيًا وخللًا في وظائف الأوعية الدموية، مع ارتفاع ضغط الدم وترسيب الدهون خارج الجسم، مما يسرع تصلب الشرايين، وتكون أمراض القلب السبب الرئيسي للوفيات في هذه الفئة. يُعاني مرضى الكبد الدهني من خطر متزايد بنسبة تتراوح بين 1.5 إلى 2 ضعف على الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية رغم عدم وجود عوامل خطر أخرى.

يرتبط تراكم الدهون في الكبد أيضًا بمقاومة الأنسولين، حيث يضعف من تنظيم الجلوكوز ويزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ويتسبب مرض السكري في تفاقم التهابات الكبد وتراكم الدهون فيه، ومع استمرار الحالة، تتسارع تطورات المرض وتزداد الخطورة على الكبد.

وتتأثر الكلى بشكل سلبي أيضًا، إذ تتسبب التغيرات الناتجة عن الالتهاب المزمن وتلف البطانة ومقاومة الأنسولين في تلف وظائف الكلى، حيث يظهر أن الأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض السكر يواجهون معدلات أعلى لحدوث النوبات القلبية والسكتات، كما يرتبط التليف المتقدم للكبد بزيادة مخاطر مشاكل الكلى بشكل مستقل.

وغالبًا ما يرافق الكبد الدهني اضطرابات هرمونية، مثل متلازمة تكيس المبايض وقصور الغدة الدرقية، وقد يساهم في ظهورها، بالإضافة إلى تأثيره على عمليات الأيض الهرمونية. هؤلاء الأشخاص يمكن أن تظهر عليهم أعراض مبكرة مثل التعب غير المبرر، وألم خفيف في البطن، وتغيرات في الجلد، قبل ظهور أية علامات على مشاكل الكبد بشكل مباشر.

أهمية الكشف المبكر

يُعد الكشف المبكر عن وجود تراكم الدهون في الكبد أمرًا ضروريًا، حيث تكون القدرة على التعافي عالية قبل تطور التليف، الذي يقلل من فرص العلاج ويزيد من المخاطر الصحية. التهاب الكبد المتقدم والتندب قد يؤديان إلى مضاعفات يصعب علاجها، لذا من الضروري الانتباه للأعراض المبكرة والقيام بالفحوصات اللازمة عند وجود عوامل خطر.

متى ينبغي استشارة الطبيب؟

يُنصح بزيارة الطبيب وإجراء فحوصات إذا كانت هناك مؤشرات لوجود عوامل خطر مثل زيادة الوزن، مرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أو متلازمة تكيس المبايض، بالإضافة إلى ارتفاع مستمر في إنزيمات الكبد عبر التحاليل المخبرية، أو ظهور أعراض مثل التعب المستمر، الضباب العقلي، ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، فقدان الوزن غير المبرر، أو الانتفاخ، أو اصفرار الجلد والعينين. الفحوصات قد تشمل تحاليل دم، وتصوير الكبد، وأحيانًا خزعة للكشف عن الالتهاب أو التندب.

مقالات ذات صلة