توفي الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، وهو واحد من أهم المجددين في الموسيقى العربية عبر السنوات الماضية، حيث لم يتوقف عن الابتكار والإبداع في مجالات الفن كافة. لم تقتصر إبداعاته على الموسيقى فحسب، بل تميز أيضًا في كتابة المسرحيات الغنائية والأغاني التي أبدعها بنفسه.
علاقتة مع فيروز ومسيرة فنية مشتركة
لم تكن علاقة زياد الرحباني مع والدته الفنانة فيروز قاصرة على الأبوة فقط، بل كانت علاقة إبداعية تستمر لسنوات طويلة. تعاون الثنائي في تقديم أغانٍ خالدة وأعمال فنية أصبحت من الكلاسيكيات staples في الموسيقى العربية. تمكن زياد من تقديم صوت فيروز بأسلوب جديد ومختلف، حيث مزج الموسيقى الغربية مع الشرقية، مما أدى إلى زيادة شهرة أغاني فيروز وانتشارها الواسع في الوطن العربي.
خلال فترة تعاونهما، قدموا الكثير من الأغاني مثل “سألوني الناس”، “صباح ومسا”، “بالي”، “ولا كيف”، “أنا عندي حنين”، “مش كاين هيك تكون”، و”كيفك انت”، بالإضافة إلى مسرحيات غنائية مثل “بترا”، “ميس الريم”، “لولو”، و”المحطة”.
تفاصيل عن أغنية “كيفك انت”
يعد عرض أغنية “كيفك انت” من أبرز إنجازات زياد مع فيروز، حيث أكد في لقاء تلفزيوني مع منى الشاذلي أن رغبة فيروز في غناء الأغنية استغرقت أربع سنوات من تقديمه لها، إذ سجلها بصوته كي تستمع إليها قبل قرارها بالغناء. رغم تحفظها على بعض كلماتها، إلا أن الأغنية حققت نجاحًا هائلًا وبيعًا كبيرًا عند إصدارها، وأصبحت من أشهر أغاني فيروز.
الأعمال الموسيقية المنفصلة ويعتمد على نفسه
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه مع فيروز، أبدع زياد الرحباني في إصدار ألبومات موسيقية منفصلة، منها “بما إنو”، “أنا مش كافر”، “هدوء نسبي”، و”أبو علي”، والتي أظهرت قدرته على الابتكار والتجديد. كما تألف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام مثل “نهلة”، “وقائع العام المقبل”، “طيار من ورق”، “متحضرات”، و”ظلال الصمت”، مما عزز مكانته كملحن موهوب يملك قدرة على التنويع في أساليبه وأفكاره الفنية.
بذلك تظل مسيرة زياد الرحباني علامة بارزة في تاريخ الموسيقى العربية، حيث استمر في تقديم إبداعات فنية متنوعة ومؤثرة، وساهم بشكل كبير في تجديد وتطوير الساحة الموسيقية والفنية في الوطن العربي.