عودة الفنانة فيروز بأسلوب يعبر عن الأمل والتجديد
شهدت السنوات العشرة بعد بداية الألفية الجديدة تغيرات كبيرة في مجال الموسيقى العربية، حيث رأى بعض النقاد أن ذلك التطور كان منطقيًا وطبيعيًا، في حين اعتبره آخرون انهيارًا للأغنية العربية الأصيلة. في عام 2010، أطلقت المطربة الكبيرة فيروز ألبومًا غنائيًا جديدًا حمل عنوان “إيه في أمل”، من إعداد ابنها الموسيقار زياد الرحباني، ليعيد الجمهور إلى جوهر الموسيقى الأصيلة، مع لمسة من التجديد.
رسالة الأمل والديمومة في الفن
تناول عنوان الألبوم بشكل مباشر موضوع الأمل، مؤكداً أن الفن الحقيقي يظل باقيًا ومرتبطة به دائمًا روح الأمل والارتباط بمشاعر الجمهور. سواء في الأعمال المشتركة أو المنفردة، أكد الثنائي فيروز وزياد الرحباني أن الفن الذي ينبض بالأمل والثقة لا يتوقف، ويظل حاضرًا بذخيرة من الأغاني الجديدة والمجددة القديمة.
التنوع في محتوى الألبوم وعودته إلى التراث
يحتوي ألبوم “إيه في أمل” على 12 أغنية، منها أغنيتان جديدتان هما “قال قايل” و”قصة صغيري”، من تأليف وألحان زياد الرحباني، وأغنية باللغة العربية الفصحى للشاعر جبران خليل جبران بعنوان “الأرض لكم”. كما أعاد الألبوم توزيع بعض الأغاني القديمة للفنانة فيروز بطريقة معاصرة، ليؤكد أن التراث الموسيقي العربي لا يندثر وإنما يتطور ويستمر في التكيف مع الزمن.
مزيج بين الموسيقى الشرقية والحديثة
تميز الألبوم بأسلوبه الذي جمع بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الجاز، وهو أسلوب كان زياد الرحباني دائمًا من رواده. هذا المزيج أضفى على الألبوم طابعًا مميزًا يجذب الجماهير ويبعث على الهدوء والأمل، محاولاً إعادة الجمهور إلى أصالة الموسيقى العربية التي لم تتوقف عن التطور، بل تطورت عبر الأزمان.
نجاح كبير وتأثير مستمر
حقق ألبوم “إيه في أمل” نجاحًا كبيرًا في المنطقة العربية والعالم، حيث كانت مبيعاته تتجاوز 700 ألف نسخة في لبنان خلال شهرين فقط من إصداره. وعلى الرغم من مرور أكثر من خمس عشرة سنة على إطلاقه، يبقى الألبوم علامة بارزة في تاريخ الموسيقى العربية، ويُعبر عن تجربة فنية استثنائية بين فيروز وزياد الرحباني استمرت في التأثير على أجيال كثيرة من الموسيقيين والجماهير.