رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حقن سد الشهية.. أداة ذات جوانب متعددة

شارك

يجب اللجوء دائمًا إلى حساب كتلة الجسم وإجراء التحليلات الطبية اللازمة عبر طبيب مختص قبل استخدام حقن التخسيس، مع الالتزام الدقيق بإرشادات ما بعد العلاج التي يحددها الطبيب. تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات تروِّج لحقن سد الشهية وخفض الوزن، وتدعي أنها معترف بها دوليًا وتعتمد على مكونات تقلل من الشهية وتحفز حرق الدهون، وتوصف بأنها خيار مثالي للأشخاص الراغبين في تحسين صحتهم ولياقتهم دون الحاجة لاتبع أنظمة غذائية قاسية أو برامج تمارين مستمرة. إلا أن العديد من الأطباء حذروا من مغبة الانجرار وراء تلك الإعلانات واستخدام تلك الحقن دون استشارة طبية، لما تحمله من مخاطر ومضاعفات صحية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد والكلى والبنكرياس.

الإعلانات المضللة وتحذيرات الأطباء

تؤكد الدكتورة مريم سعيد المسافري، استشارية طب الأسرة، أن شراء واستخدام أدوية وحقن سد الشهية من مصادر غير مرخصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمثل خطرًا كبيرًا، لأنها غالبًا لا تتوفر على معلومات دقيقة حول مكوناتها الفعالة وتأثيرها على الصحة بشكل مباشر. وتوضح أن إنقاص الوزن يتطلب خطة علاجية متكاملة وفحوصات طبية ضرورية يتم إجراؤها بواسطة الطبيب المختص، ويجب أن يتم حساب نسبة كتلة الجسم والتحليل للدم لتحديد مدى الحاجة لاستخدام تلك الحقن. وتشير إلى أن حقن إنقاص الوزن تستخدم لتقليل الدهون الزائدة من خلال تقليل الشهية، إلا أن نتائجها تختلف من شخص لآخر، كما أنه من المهم معرفة أعراضها الجانبية وضرورة الالتزام بإرشادات ما بعد العلاج التي يحددها الطبيب بعناية.

ضرورة اتباع خطة علاجية مناسبة

تؤكد الدكتورة منى راشد الزعابي أن علاج السمنة يتطلب ممارسات صحية وأنشطة نمط حياة مناسبة لتحقيق أفضل النتائج. وتنوه إلى أهمية مناقشة الحالة الصحية مع الطبيب لاختيار الخطة العلاجية الملائمة، سواء كانت تتضمن الحقن أو الأقراص أو برامج صحية، ويجب مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة التطورات وتجنب الاستمرار في استخدام أي علاج لفترة طويلة. وتنبه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض جانبية أثناء استخدام الحقن أو الأقراص، لضمان الحفاظ على النتائج المحققة أو البدء في بدائل مناسبة إذا لم ينجح العلاج.

إدارة الوزن بشكل سليم

يشيد الدكتور سالم اليماحي، المدير الطبي في مستشفى الوقن، بمبادرة دائرة الصحة في أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة بشأن إطلاق البرنامج الشخصي لإدارة الوزن، وهو الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى تمكين الأفراد من تحسين نمط حياتهم والوقاية من الأمراض المزمنة بمبادرة متكاملة تشمل الكشف الصحي المبكر، والدعم السلوكي، والتدخلات السريرية حسب الحاجة، مع متابعات مستمرة لضمان نتائج طويلة الأمد. يذكر أن البرنامج يتضمن استخدام أدوية محددة لعلاج السمنة، مثل منبهات مستقبلات GLP-1 (سيماغلوتايد، ليراغلوتايد، تيرزيباتايد) التي تقلل الشهية، ومثبطات الليباز كأورليستات، وأدوية مركبة تزيد من الإحساس بالشبع، حيث تستغرق خطة العلاج في العادة 16 أسبوعًا ويمكن تمديدها لأكثر من عام، مع دعم سلوكي ورعاية طبية مخصصة.

نصائح مهمة قبل استخدام حقن السمنة

يشدد الدكتور عبدالله المطروشي، استشاري طب الأسرة، على أهمية عدم شراء حقن تنزيل الوزن عبر الإنترنت لأنها قد تسبب مخاطر صحية جسيمة. ويؤكد أن تقدم الطب ساعد في توفير علاجات للسمنة تساعد على فقدان الوزن من خلال سد الشهية وزيادة حرق الطاقة، ولكن لا يُنصح باستخدامها دون استشارة طبية، ويجب مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات الضرورية مثل تحليل الدم، والسكري، والكولسترول. في حال استخدم الشخص الحقن دون وصفة طبية، فإن ذلك قد يعرِّضه لمخاطر هبوط سكر الدم بشكل حاد، وضعف عام، ومضاعفات صحية أخرى.

الجانب النفسي والتحذيرات

قال الدكتور محمد الأحبابي، طبيب في الطب النفسي، إن الإعلانات المتعلقة باستخدام أدوية وحقن إنقاص الوزن تنتشر بكثرة عبر مواقع التواصل، وأنها معتمدة طبياً لعلاج اضطرابات مثل السكري والسمنة، لكنها يجب أن تستخدم تحت إشراف الطبيب، وليس بشكل عشوائي أو كحل سريع. ويحذر من أن الترويج لها كوسيلة سحرية للجسم المثالي يعكس هوسًا بالمظهر، وأن الاعتماد على تلك الحقن دون معالجة الأسباب النفسية مثل القلق أو الاكتئاب واضطرابات الأكل قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية كبيرة، لذا يُنصح بعدم اعتبارها مجرد صيحة تجميلية أو موضة، بل علاجًا يلزم إجراءه برعاية طبية مختصة.

مقالات ذات صلة