تتراكم الدهون حول القلب، وتؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، على عكس الدهون المعروفة حول البطن التي تعتبر شائعة، إذ تتركز هذه الدهون فوق القلب على سطحه، وخاصة بين عضلته والطبقة الداخلية المغلفة له، وتشير الدراسات إلى أن نحو 80% من سطح القلب مغطى بهذه الدهون، والتي يمكن أن تختلف سمكها من شخص لآخر.
فهم الدهون فوق القلبية
تعد الدهون فوق القلبية نوعًا من الدهون الحشوية التي تقترب من عضلة القلب وتؤثر على أدائها، وتزداد مع تقدم العمر، أو في حال الإصابة بالسمنة والسكري، خاصة عند النساء، حيث يمكن أن تؤثر على نبض القلب ووظيفته، كما ترفع من احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية، لأنها تعوق تدفق الدم والانتشارات الكهربائية الطبيعية التي تنظم نبض القلب.
علامات وجود دهون حول القلب
لا تظهر علامات واضحة في البداية، ولكن مع زيادة تراكم الدهون، تظهر علامات مثل ألم أو ضيق في الصدر، تعب شديد، ضيق في التنفس أثناء القيام بأنشطة بسيطة، دوخة، عدم انتظام ضربات القلب، وتورم الساقين. كما أن تراكم الدهون حول القلب قد يضعف الإشارات الكهربائية، مما يسبب اضطرابات في النبض، وهذه الأعراض تعتبر مؤشرات تستوجب مراجعة الطبيب فورًا.
العوامل التي تؤدي إلى تراكم الدهون حول القلب
تؤدي عادات حياة غير صحية إلى تراكم الدهون، وتشمل السمنة، قلة ممارسة الرياضة، الاعتماد على نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكريات والأطعمة المصنعة، مع التدخين وارتفاع الكوليسترول، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وقلة النوم. جميع هذه العوامل تؤدي إلى تراكم الدهون في القلب والأوعية الدموية، وتعرف الحالة باسم تدهن القلب، وهي متعلقة أيضًا بمتلازمة التمثيل الغذائي ومرض الكبد الدهني. ويمكن تقليل التراكم عن طريق تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة التوتر، والحصول على قدر كافٍ من النوم.
المخاطر المحتملة للدهون حول القلب
تزيد هذه الدهون من خطر الإصابة بأمراض القلب، لأنها تؤدي إلى مشاكل في هيكل القلب ووظيفته، وتسبب التهابات وتؤثر على عملية الأيض، مما قد يؤدي إلى تصلب الشرايين. كما أن تراكم الدهون في عضلة القلب قد يغير من انتقال الإشارات الكهربائية، مما يزيد من احتمالية نبض القلب بشكل غير طبيعي، مما يضعف كفاءة القلب، ويزيد من فرصة النوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو الفشل القلبي، خاصة عند وجود عوامل خطر أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
طرق تشخيص وعلاج الدهون فوق القلب
يتم تشخيص تراكم الدهون باستخدام تقنيات التصوير مثل مخططات صدى القلب، أو الأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي، ويصعب التخلص من الدهون المتراكمة داخل عضلة القلب، لكن يمكن تحسين الحالة من خلال تغييرات نمط الحياة، مثل خسارة الوزن، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. تلعب هذه الإجراءات دورًا هامًا في تقليل الدهون الخارجية حول القلب، وتحسين أداء القلب بشكل عام.
