تبدأ النساء في مواجهة تغييرات جسمانية ونفسية معقدة أثناء فترة انقطاع الطمث، حيث يُعتقد أن العديد من الأعراض مثل التعب وتقلب المزاج ترجع إلى هذه المرحلة. ومع ذلك، قد تتشابه بعض أعراض قصور الغدة الدرقية مع تلك المرتبطة بانقطاع الطمث، مما يخلق حالة من الالتباس ويصعب التشخيص المفصل بينهما.
الأعراض التي تستدعي الانتباه
تشترك كل من انقطاع الطمث وقصور الغدة الدرقية في مجموعة من الأعراض المتماثلة، أبرزها الشعور بالإرهاق المستمر، واضطرابات النوم، وتقلب المزاج أو الاكتئاب، وجفاف الجلد، وزيادة الوزن غير المبررة. كما يُلاحظ ضعف التركيز أو “ضباب الدماغ”، وتساقط الشعر، بالإضافة إلى ضعف الشهية وضعف الرغبة الجنسية. ويؤكد الخبراء أن الاعتماد فقط على أعراض الظاهرية قد يؤدي إلى تشخيص غير دقيق، في حين أن تحليل الدم يظل وسيلة حاسمة للتمييز بين الحالة والأخرى بدقة.
علامات تميز كل حالة
بالرغم من تشابه الأعراض، توجد علامات محددة تميز كل حالة. ففي انقطاع الطمث، تُعد الهبات الساخنة والتعرق الليلي وتقلبات الدورة الشهرية من أكثر الأعراض وضوحًا، بينما تظهر علامات قصور الغدة الدرقية عادة في الشعور المستمر بالبرد، وبطء ضربات القلب، وخشونة الصوت، وتورم الوجه والأطراف. كما يُلاحظ في قصور الغدة الدرقية تدهور الحالة النفسية أو الشعور المفاجئ بالحزن دون سبب ظاهر، وإذا ترافق مع بطء الحركة وصعوبة الكلام، يُرجح أن يكون السبب هو اضطراب الغدة الدرقية.
طرق التشخيص والتحليل الهرموني
يشدد الأطباء على أهمية إجراء تحاليل دم دقيقة، مثل تحليل مستوى هرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) لقياس نشاط الغدة، وتحليل نسبة الهرمونات T4 الحر، بالإضافة إلى تحليل هرمونات FSH وLH لقياس مستوى الهرمونات الجنسية وتحديد ما إذا كانت المرأة دخلت مرحلة انقطاع الطمث. تؤكد المؤسسات الصحية على أن الاعتماد فقط على الأعراض لا يكفي، وأن التحليل الهرموني هو السبيل الوحيد لتشخيص الحالة بشكل دقيق وتحديد العوامل المسببة للأعراض بشكل صحيح.